للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوم يومٍ طويلٍ لم يعتبر كون القضاء في يوم مثله. (١)

[٣٣٤/ ١٢] مسألة: (فإن لم يحسن إلا آيةً كرَّرَها بقدرها) فتكون بمثابة من قرأها. (٢)

فإن لم يحسن شيئًا من القرآن بالعربية لم يجز أن يترجم عنه بلسان آخر؛ لأن الله تعالى جعل القرآن عربيًا، ولزمه أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (٣)؛ لما روى ابن أبي أوفى (٤) قال: «جاء رجل إلى النبي فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئًا من القرآن فعلمني ما يجزئني. فقال: قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم» رواه أبو داود (٥)، ولأنه ركنٌ في الصلاة فقام غيره مقامه عند العجز عنه كالقيام.

[٣٣٥/ ١٣] مسألة: (فإن لم يحسن إلا بعض ذلك كَرَّرَه بقدره)؛


(١) مسألة إن ضاق الوقت عن تعلم الفاتحة للحنابلة فيها أوجه، منها الوجهان اللذان ذكرهما المصنف، وقيل: يقرأ بعدد الحروف والآيات من غيرها، قال في الإنصاف: «وهو المذهب». ينظر: الكافي ١/ ٢٩٣، والفروع ٢/ ١٧٦، والإنصاف ٣/ ٤٥٠، وكشاف القناع ٢/ ٣١٢.
(٢) ما قرره المصنف هو المذهب، وعليه جمهور الحنابلة، قال في الإنصاف: «سواء كانت الآية من الفاتحة أو من غيرها» والرواية الثانية: يجزئ قراءتها من غير تكرار. ينظر: الكافي ١/ ٢٩٣، والإنصاف ٣/ ٤٥٣، وكشاف القناع ٢/ ٣١٣.
(٣) في المطبوع من المقنع ص ٤٢ زيادة قوله: (العلي العظيم).
(٤) ابن أبي أوفى هو: أبو معاوية عبد الله بن أبي أوفى بن علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي (ت ٨٧ هـ)، صحابيٌّ، روى عن النبي ، وكان من أصحاب الشجرة، وشهد الحديبية وما بعدها، وروى عنه أبو إسحاق الشيباني، والحكم بن عتينة، وسلمة بن كهيل، وإبراهيم بن السكسكي، نزل الكوفة وكان آخر من مات فيها من الصحابة. ينظر: معجم الصحابة للبغوي ٢/ ٨٤، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٤٢٨، والإصابة ٤/ ١٨.
(٥) سنن أبي داود (٨٣٢) ١/ ٢٢٠، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (٨٣٢) ٤/ ٣٥٣، والنسائي في سننه (٩٢٤) ٢/ ١٤٢، وصححه ابن حبان في صحيحه ٥/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>