للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصفين. فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. قال الله ﷿: حَمِدني عبدي. فإذا قال: ﴿الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾. قال الله ﷿: أثنى علي عبدي. فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾. قال: مَجَّدني عبدي. فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ - إلى آخرها -. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» رواه مسلم (١)، ولو كانت بسم الله الرحمن الرحيم منها لبدأ بها، ولم يتحقق التَّنصيف، ولأن مواضع الآي كالآي في أنها لا تثبت إلا بالتواتر، ولا تواتر فيما نحن فيه. (٢)

(ثم يقرأ الفاتحة، وفيها إحدى عشرة تشديدةً (٣)، وهي ركنٌ؛ لما روى عبادة (٤) عن النبي أنه قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة


(١) صحيح مسلم (٣٩٥) ١/ ٢٩٦.
(٢) ما قرره المصنف بشأن التسمية في الرواية الثانية هو المذهب، وعليه جمهور الحنابلة.
ثم المذهب أنه لا يجهر بالبسملة حتى مع القول بأنها آية من الفاتحة، وعليه جمهور الحنابلة، قال ابن قندس في حاشية الفروع: «والرواية لا تختلف عن أحمد في تركه»، والرواية الثانية: يجهر بها، والرواية الثالثة: يجهر بها في مدينة النبي ، قال الزركشي تعليقًا على نص الإمام على هذه الرواية: «ليبين أنها سنة، لأن أهل المدينة ينكرونها»، والرواية الرابعة: يجهر بها في النفل دون الفرض. ينظر: الكافي ١/ ٢٨٤، والفروع وحاشيته ٢/ ١٧٠، وشرح الزركشي ١/ ١٧٦، والإنصاف ٣/ ٤٣٤، وكشاف القناع ٢/ ٢٨٩.
(٣) قال في الشرح الكبير ٣/ ٤٣٤: «أولها اللام في لله، والباء في رب، والراء في الرحمن، وفي الرحيم، والدال في الدين، وفي إياك وإياك تشديدتان، وفي الصراط على الصاد، وعلى اللام في الذين، وفي الضالين تشديدتان في الضاد وفي اللام».
(٤) عبادة هو: أبو الوليد ابن الصامت بن قيس بن أصرم الخزرجي الأنصاري (ت ٣٤ هـ)، صحابيٌّ، شهد بدرًا، والمشاهد كلها، ثم شهد فتح مصر، كان أحد النقباء بالعقبة، وكان قويًّا في دين الله وقيامه في الأمر بالمعروف، وجهه عمر إلى الشام قاضيًا ومعلمًا، فأقام بحمص، ثم انتقل إلى فلسطين ومات بها. ينظر: التاريخ الكبير ٦/ ٩٢، والاستيعاب ٢/ ٨٠٨، والإصابة ٣/ ٦٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>