وقال حاتم بن محمد:"كان أبو ذر مالكيًّا خيِّرًا فاضلًا متقلِّلًا من الدنيا، يبصر الحديث وعلله ويميز الرجال، ولأبي ذر كتابه الكبير في "المسند الصحيح المخرج على البخاري ومسلم"، وكتاب "السنة والصفات"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "الدعوات"، و"فضائل القرآن"، و"فضائل العيدين"، و"فضل يوم عاشوراء"، و"مسانيد الموطآت"، و"كرامات الأولياء"، و"الرؤيا والمنامات"، و"فضائل مالك بن أنس"، و"المناسك"، و"دلائل النبوة"، و"كتاب الربا واليمين الفاجرة"، وكتاب "شهادة الزور"، وكتاب "بيعة العقبة"، و"حديث الجعرانة وخيبر"، وكتاب "شهادة النبي وأصحابه"، وكتاب "ما روي في بسم اللَّه الرحمن الرحيم"، وكتاب في شيوخه، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة". انتهى (١).
كذا وجدت فيما ألفيت من مختصر كلام عياض في كتاب "ترتيب المدارك"، وكذلك وجدت وفاته عن العذري، غير أنه قال: في شوال، وكذلك ذكره ابن بشكوال في "برنامجه"، ولم يذكر الشهر.
وقرأت بخطًّ قال كاتبه: إنه محمد بن عبد الرحمن بن شبرين: "وتوفي الشيخ أبو ذر بمكة في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة"، وابن شبرين هذا هو: القاضي أبو عبد اللَّه، أحد العلماء الفضلاء الصلحاء، صحب القاضي أبا الوليد الباجي، واختص به. والنفس إلى صحة القول الأول أميل.
وكان مولد أبي ذر فيما قاله أبو العباس العذري؛ قال: وسألته عن مولده، يعني أبا ذر، فقال:"ولدت إما سنة خمس وخمسين، أو ست وخمسين". شك أبو ذر.