للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، قَالَ عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ، وَتَقُولُ: إِنَّهُ الَّذِي قَالَ:

فَإنَّ أَبى وَوَالِدَهُ وَعِرْضِى … لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وقَاءُ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهْوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ اللُّطْفَ (١) الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: "كَيْفَ تِيكُمْ (٢)؟ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَذَلِكَ يَرِيبُنِي، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ (٣)، فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ (٤) مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ - وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا - وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ (٥) قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، قَالَتْ: وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ (٦) قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا.


(١) كذا رسمه بالوجهين: "اللَّطَفَ" و"اللُّطْفَ"، وعليه صح. بفتح اللام والطاء وضم اللام مع سكون الطاء قاله عياض، وبسكون الطاء عند أبي ذر فيما رأيت في الأصل المروي عنه من رواية ابن الحطيئة. اهـ. من اليونينية. وعكس القسطلاني فجعل رواية الهروي بالتحريك، كتبه مصححه.
(٢) تيكم: اسم إشارة للمؤنث، مثل: هذه. (انظر: مشارق الأنوار) (١/ ١٢٥).
(٣) نقهت: نقه المريض: إذا برأ وأفاق وكان قريب العهد بالمرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقه).
(٤) قوله "فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ" بدلًا منه: "فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ" عليه صح، ورقم له لأبي ذر.
(٥) الكنف: المواضع التي يستخلي فيها الناس لقضاء الحاجة في دورهم. (انظر: غريب الحديث للخطابي) (٢/ ٥٧٦).
(٦) عليه صح، وعلى حاشية البقاعي: "التنزه" ونسبه لنسخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>