للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعدها كثيراً إلى جهة الأسفل، باستعمال اسم الإِشارة الذي يشار به إلى البعيد، والأمثلة على هذا كثيرة في القرآن المجيد.

الأمثلة:

* قول الله عزّ وجلّ في سورة (آل عمران/ ٣ مصحف/ ٨٩ نزول) :

{إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ الله شَيْئاً وأولائك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الآية: ١١٦] .

أي: وأولئِكَ المنحطونَ السّافلون البعداء جدّاً عن رحمة اللهِ أصحاب النار هم فيها خالدون.

* وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة (الأعراف/ ٧ مصحف/ ٣٩ نزول) :

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجن والإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أولائك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولائك هُمُ الغافلون} [الآية: ١٧٩] .

أي: أولئك الذين ردّوا أنفسهم بكفرهم إلى أسْفَلِ سافلين حتى صاروا أضلّ من الأنعام، فابْتَعَدُوا جدّاً عَنْ مَهَابِطِ رحْمَةِ الله فصاروا أصحاب جهنَّم يوم الدين، فناسب حالُهم أن يشار إليهم باسم الإِشارة الذي يشار به إلى البعيد.

ذَرَأْنَا: أي: خلقنا وفق نظام التناسل الذي تكون المواليد به ذُرّيَة آبائهم وأُمَّهَاتهم.

* وقول الله عزَّ وجلَّ في سورة (محمد/ ٤٧ مصحف/ ٩٥ نزول) بشأن المنافقين:

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرض وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ * أولائك الذين لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ} [الآيات: ٢٢ - ٢٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>