للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلة:

* قول الشاعر في ممدوحه:

إِذَا سَئِمَتْ مُهَنَّدَهُ يَمِينٌ ... لِطُولِ الْحَمْلِ بَدَلَهُ شِمَالاً

مهنَّدَه: أي: سيفه المطبوع من حديد الهند، وكان حديد الهند أجود الحديد.

نكّر لفظ "يمين" ولم يقُلْ: يمينَهُ، تحاشيَ أن ينسُبَ السآمة بصريح اللفظ إلى يمنيه، واكتَفَى بدلالة الحديث عنه.

* قولي صانعاً مثلاً:

مَحَاسِنُ أشْرَافِ الرِّجَالِ إذَا الْتَقَتْ ... نظائِرَهَا فيه الْتَقَيْنَ مَسَاوِيَا

جاء تنكير "مَسَاوِيَا" تحاشيَ إضافةِ لفظ "مَسَاوِي" إلى الممدوح، مع أنَّها في معايير الناس تُعتَبَرُ مَحَاسِنَ أشْرَافِ الرِّجال، فإذا كانت هذه المحاسن تعتبر بالنسبة إلى سائر صفاته الفضليات تشبه مساويَهُ، فكيف تكونُ منازِلُ محاسنه الرفيعة.

***

الداعي العاشر: إرادة الإِطلاق وعدم الحصر بالتنكير، إذ التعريف فيه تَقْيِيدٌ وحصر.

أمثلة:

* قول الله عزَّ وجلَّ في سُورَةِ (الفرقان/ ٢٥ مصحف/ ٤٢ نزول) :

{فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} [الآية: ٥٩] .

أي: فاسأل عن الرحمن خبيراً، أَيَّ خبيرٍ كان لجأ إليه ودعاه فَرحمه، واستجاب له دُعاءه، فجاء اللّفظ نكرة لإِرادة الإِطلاق الذي يصْدُقُ بخبير فأكثر من المجربين الخبراء عن تجربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>