أشار بتعدد مخرجيه وطرقه إلى دفع زعم الصغانى وضعه، وقوله: (فيه ابن أبى مريم كذوب) أبطله الحافظ العراقى بأنه لم يتهمه أحد بكذب، ويكفينا سكوت أبى داود، فزعم وضعه بُهْتٌ ولا نسلم حذفه بل ولا ضعفه، بل هو حسن. وما اشتهر على الألسنة من خبر "المحبة مكبة" لا أصل له، وانظر كشف الخفاء للعجلونى رقم ١٠٩٥. (٢) يوجد في صحيح الترمذى الجزء الثانى ص ١٤٨ حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبى إدريس حدثنا عبد العزيز ابن محمد بن عبيد اللَّه بن عمر عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة، فقرأ بها بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنه يجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى؟ فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى، قال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم، كرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ " فقال: يا رسول اللَّه إنى أحبها. فقال الرسول "إن حبها أدخلك الجنة". (قال أبو عيسى: هذا حديث غريب صحيح من هذا الوجه من حديث عبد اللَّه بن عمر عن ثابت. وروى مبارك عن فضالة بن ثابت عن أنس أن رجلا قال: يا رسول اللَّه إنى أحب هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال: "إن حبك إياها يدخلك الجنة". و(الحديث المعلق) هو ما أسقط من أول سنده بعض رواته من تصرف المصنف سواء كان الساقط واحد أم أكثر، قال ابن الصلاح: إن وقع الحذف في كتاب التزمت صحته كالبخارى فما أتى فيه بالجزم دل على أنه ثبت إسناده عنده وإنما حذف لغرض من الأغراض وما أتى فيه بغير الجزم ففيه مقال اهـ نخبة نبهانية ص ٢٩.