(٢) الحديث في الصغير برقم ٢٣٥٠ للطبرانى عن عبد الله بن أنيس، ورمز له السيوطي بالصحة، قال المناوى: عبد الله بن أنيس مصغر أنس الأنصاري، قال الهيثمي: سنده جيد، وقد ذكر المناوى أن جمعا من العلماء حاولوا الجمع بين هذا الحديث والحديث الآمر بتحريها ليلة سبع وعشرين الذي سيأتي بعد برقم ٨٠ من نفس الحرف، (بأنها تتنقل)، وقال: لكن مذهب الشافعي لزومها ليلة معينة، وأجمع من يعتد به على وجودها، وبقائها. ما بقيت الدنيا أ، هـ. نقول: قد تعددت الروايات الدالة على التماسها في ليالى الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان، ولعل ذلك لكيلا يتكل الناس على ليلة واحدة معينة، ويتركوا الاجتهاد في العبادة في بقية تلك الأوتار من العشر الأواخر من رمضان، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتقصر على أوتارها، بل يبذل الهمة في إحيائها، فقد روى البخاري في باب العمل في العشر الأواخر من كتاب (الصوم) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" وانظر الحديث التالي فإنه دال على استحباب إحياء العشر الأواخر طلبا لليلة القدر في إحداها. (٣) الحديث في مسند أبي داود الطيالسى ج ٨ ص ٢٥٩ من رواية الأفراد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ "تحروها في العشر الأواخر ... إلخ".