أما (تحترفون) بالفاء على رواية مجمع الزوائد، فلعل المراد بها إن صحت (تكتسبون) من الحرفة بمعنى الصناعة، وجهة الكسب، قال في النهاية: يقال: هو يحترف لعياله ويحرف أي: يكتسب اهـ والمعنى على ذلك: تكتسبون الذنوب وكلما صليتم صلاة غسلتها، أي: محتها فالمعنى واحد على كلتا الروايتين. والله أعلم. (١) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في باب: كتابة العلم، من كتاب (العلم) فقال: عن أبي سعيد الخدري قال: كنا قعودًا نكتب ما نسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج علينا فقال: ما هذا تكتبون؟ فقلنا ما نسمع منك. فقال أكتاب مع كتاب الله؟ أمحضوا كتاب الله وأخلصوه. قال: فجمعنا ما كتبناه في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار فقلنا: أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتحدث عنك؟ قال: نعم "تحدثوا عنى الخ" وذكر الحديث. قال الهيثمي: قلت: له حديث في الصحيح بغير هذا السياق- ثم قال: رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ ولعل المراد بالحديث عن بنى إسرائيل هو الحديث عنهم في إطار ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة من بيان مساوئهم وانحرافاتهم عن طريق الجادة والاستقامة، مع الاستناد إلى الأدلة العقلية والنقلية، يؤيد هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - في ختام هذا الحديث "فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه، أي: فيهم ما يثير العجب من فسادهم وجرأتهم على الحق والله أعلم. ويلاحظ: أن حظر كتابة الحديث كان في أول الإسلام، فلما استقر الإسلام في نفوس المسلمين وعرفوا الفرق بين الكتاب والسنة أباح لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتابة السنة منفصلة عن القرآن كما سيأتي بعد حديثين إن شاء الله تعالى. (٢) الحديث في السنن الكبرى للبيهقى جـ ٧ صـ ٤٣١ كتاب (العدد) باب: كيفية سكنى المطلقة والمتوفى عنها، بلفظ: وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه: عن أبي العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد الحميد عن ابن جريج أخبرني إسماعيل بن كثير عن مجاهد قال: استشهد رجال يوم أحد فآمّ نساؤهم وكن متجاورات في دار فجئن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلن يا رسول الله إنا نستوحش بالليل فنبيت عند إحدانا فإذا أصبحنا =