للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤/ ١٢٢ - " عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: أَرْدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ابْنَتَهُ فَقُلتُ: مَالِىَ مِنْ شَيءٍ ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ، فَخَطَبَهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ شَيءٍ؟ قُلتُ: لاَ، قَالَ: فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّة (*) الَّتِى أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَاَ وَكَذَاَ؟ فَقُلْتُ: هِىَ عِنْدِى قَالَ: فَأَعْطِهَا، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَزَوَّجَنِيهَا، فَلَمَّا أَدْخَلَها عَلَىَّ قَالَ: لاَ تُحدِثَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَكُمَا، فَجَاءَنَا وَعَلَيْنَا كِسَاءٌ أوْ قَطِيفَةٌ، فَلَمَّا رَأيْناهُ تَحَشْحَشْنَا، فَقَالَ: مَكَانَكُمَا فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَدَعَا فِيه ثُمَّ رَشَّهُ عَلَيْنَا، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، أَهِىَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أمْ أَنَا؟ قَالَ: هِى أحَبُّ إِلَىَّ مِنْكَ، وَأنْتَ أعَزُّ عَلَىَّ مِنْهَا ".


= من طريق أبى عون الثقفى، عن أبى صالح الحنفى، عن على، أن أُكَيْدِرَ دُومة أهْدَى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير فأعطاه عليّا فقال: " شققه خُمُرًا ين الفواطم ".
قال المحقق: إسناده صحيح، وأبو عون هو محمد بن عبيد الله بن أبى سعيد، وأبو صالح الحنفى هو عبد الرحمن بن قيس.
وأخرجه أحمد ١/ ١٣٠، ١٣٩ ومسلم في اللباس والزينة ٢٠٧١ وأبو داود (٤٠٤٣) باب: ما جاء في لبس الحرير، والنسائى في: الزينة ٨/ ١٩٧ باب: ذكر الرخصة للنساء في لبس السيراء، ثم قال: ودومة، بضم الدال -: وهى دومة الجندل، هى حصن، وقرى بين الشام والمدينة، قرب جبل طيء، و " أكيدر " هو ملكها، وهو ابن عبد الملك بن عبد الحي الكندى، وكان نصرانيا، صالحه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمه ووضع عليه وعلى أهله الجزية، لكنه نقض الصلح بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فغزاه خالد بن الوليد فقتله في زمن أبى بكر، وقوله: (الفَواطم) نقل الحافظ في الفتح، عن ابن قتيبة قوله: المراد بالفَواطم، فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفاطمة بنت أسد بن هاشم والدة على، ولا أعرف الثالثة.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (ترجمة أبى صالح الحنفى ماهان) ج ٤ ص ٣٦٦ من طريق أبى عون، عن أبى صالح الحنفى، عن على أن أكيدر دومة، أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير، فأعطانيه، وقال: "شققه خُمُرًا بين النسوة" وقال: أخرجه مسلم في كتابه عن أبى بكر بن أبى شيبة عن وكيع.
(*) الحطمية - بضم الحاء وفتح الطاء -: هى إلى تحطم السيوف، أى: تكسرها، وقيل: هى العريضة الثقيلة، وقيل: هى منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم: حطمة بن محارب كانوا يعملون الدورع، وهذا أشبه الأقوال، قاله في النهاية: انظر تعليق الشيخ شاكر على مسند على.
(تحششنا) نهاية: مادة (حشش) ومعناها: التحرك والنهوض.

<<  <  ج: ص:  >  >>