للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عن واوٍ؟ قال ياسين بالأوَّل، وأصلُه عنده أهل، قُلبت الهاءُ همزةً، والهمزةُ ألفًا (١)، لا يُقال: هلَّا قلبت الهاء ابتداءً ألفًا؛ لأنَّ قلبَها ألفًا لم يَجِئ في موضعٍ آخرَ حتى يقاس (٢) عليه، وأمَّا قَلْبُها همزةً، فشائعٌ، فإن قيل: القلبُ عندهم للتخفيف (٣)، وفي قَلْب الهاءِ همزةً ثِقَلٌ؟.

أُجيب: بأنَّه إنَّما قَلبوها همزةً؛ للتوصل إلى قَلْبها ألفًا، وهي أخفُّ، واستدلَّ لذلكَ بتصغيرِه على أهيل (٤)؛ لأنَّ التصغيرَ يَرُدُّ الأشياءَ إلى أُصولها. وفي "القاموس" (٥): إنَّ تصغيرَه أُهيل، وأويل. فلا دلالةَ في التصغيرِ على تعيينِ أحدِهما، كما هو المشهور.

ونظَر فيه بعضُهم أيضًا بأنَّه يَجوز أنْ يكونَ أُهيل تصغير أهل لا آل، والدليلُ إذا طرقَه الاحتمالُ سقَط به الاستدلالُ؛ لما حكاه الكسائيُّ (٦) أنَّه سَمع أعرابيًا فصيحًا يقول: أَهل وأُهيل، وآل وأويل.

أجاب شَنَواني (٧): بأنَّ أئمَّة اللغةِ نَقلوا أنَّه تصغيرُ آل، ولعلهم فَهموا ذلك مِن كلامِ


(١) "لسان العرب" (أهل).
(٢) في الأصل: "يقال".
(٣) في الأصل: "للتحقيق".
(٤) "الكشاف" للزمخشري ١/ ٢٧٩ بنحوه.
(٥) مادة: (أَوَلَ).
(٦) هو: أبو الحسن، علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي، المعروف بالكسائي، مقرئ مُجوِّد لغوي نحوي، أخذ اللغة من أعراب الحطيمة، وقرأ عليه خلقٌ كثير ببغداد وبالرقة وغيرهما من البلدان، من تصانيفه: "المختصر في النحو"، و"معاني القرآن"، و"القراءات". (ت ١٨٩ هـ) "بغية الوعاة" ٢/ ١٦٢، "طبقات المفسرين" ١/ ٣٩٩، "سير أعلام النبلاء" ٩/ ١٣١، وينظر كلامه في "لسان العرب" (أول).
(٧) هو: أبو بكر، إسماعيل بن عمر بن علي بن وفا الشنواني، له "حلية الكمال بأجوبة أسئلة الجلال"، و "منهاج الهدى إلى مجيب النوا إلى شرح قطر الندى" على "شرح الفاكهي". (ت ١٠١٩ هـ). "خلاصة الأثر" ١/ ٧٩، "معجم المؤلفين" ١/ ٣٦٦. ووقع في "خلاصة الأثر" ١/ ٧٩، و"الأعلام" ٢/ ٦٢: أبو بكر بن إسماعيل بن شهاب الدين عمر بن علي الشنواني.