للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويوضعُ عليها مستلقيًا، ويُجعلُ قطنٌ محنَّطٌ بين ألْيتيه، ويُشدُّ عليه بخرقةٍ مشقوقةِ الطرفِ تجمعُ ألْيتَيه ومثانَتَه، وعلى منافذِ وجههِ ومواضعِ سجودهِ، ويلَف فيها، ويجعلُ أكثر فاضلِ كفنٍ عندَ رأسِه، وإنْ كُفِّنَ في قميصٍ، ومئزرٍ، ولفافةٍ، جاز،

(ويوضعُ) الميتُ (عليها) أي: اللفائفِ حالَ كونه (مستلقيًا) لأنّه أمكنُ لإدراجه فيها (ويجعلُ قطنٌ محنَّطٌ) أي: فيه حَنوطٌ (بين أَلْيتيه) أي: الميتِ (ويُشَدُّ) أي: يُربط (عليه) أي: القطنِ (بخرقةٍ مشقوقةِ الطَّرَف) كالتُّبَّانِ: وهو سراويلُ بلا أكمام (١) (تجمعُ) الخرقةُ (أَلْيَتَيه ومثانَتَه) أي: الميتِ؛ لردِّ الخارج، وإخفاءِ ما ظهرَ (٢) من الروائح.

(و) يُجعلُ الباقي من القُطْنِ المحنَّطِ (على منافِدِ وجْههِ): عينَيه، ومنْخَريه، وأذنَيه، وفمِه؛ لما في ذلك من مَنْعِ دخولِ الهوامِّ (و) على (مواضعِ سجودِه): ركبتَيْه، ويدَيْه، وجبهتِه، وأنفِه، وأطرافِ قدمَيه؛ تشريفًا لها. وكذا مغابنِه، كطيِّ ركبتَيه، وتحت إبطَيه، وسُرَّتِه؛ لأنَّ ابنَ عمرَ كان يتتبَّعُ مغابنَ الميتِ ومرافقَه بالمسك (٣). وإنْ طُيِّب كلُّه، فحسَنٌ.

(ويُلَفُّ) الميتُ بعد ذلك (فيها) أي: اللفائفِ، فيردُّ طرف اللِّفافة العليا، وهي التي تلي جَسَدَ الميتِ من الجانبِ الأيسرِ على شِقِّهِ الأيمن، ثمَّ يردُّ طرفَها الأيمنَ على الأيسر، ثُمَّ الثانية، ثمَّ الثالثة كذلك (ويجعلُ أكثرَ فاضلِ كفنٍ) مِنْ لِفافةٍ فأكثر (عند رأسِه) لشرفِه، ويعيدُ الفاضلَ على وجهِه ورجلَيه بعد جَمْعِه؛ ليصيرَ الكفنُ كالكيسِ فلا ينتشر، ثُمَّ يعقدُ (٤) اللفائفَ، وتُحَلُّ في القبر (وإن كُفِّن) رجلٌ (في قميص، ومئزرٍ، ولفافةٍ، جاز) أي: لم يُكره؛ لأنه ألبس عبدَ الله بنَ أُبَيّ


(١) "المطلع" ص ١١٧.
(٢) في (م): "يظهر".
(٣) أخرجه عبد الرزاق (٦١٤١).
(٤) في (م): "تعقد".