للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والإقامةِ، وكذا النداءُ بالصَّلاةِ بعدَ الأذانِ في الأسواقِ وغيرها، مثلَ أن يقول: الصلاة، أو: الإقامة، أو: الصلاةَ يرحمُكُم الله.

قال الشيخ تقيُّ الدين في "شرح العمدة" (١): هذا إذا كانوا سمِعوا النداءَ. وفي "الفصول": إن تأخَّر الإمامُ، أو أماثلُ الجيرانِ، فلا بأسَ بإعلامِه.

ويُكرَه قولُه قبلَ الأذانِ: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾ الآية [١١١ من سورة الإسراء]، وكذا إنْ وصلَه بذِكْر بعدَه. ذكرَه في "شرح العمدة" (٢).

وما سِوى التأذينِ قبلَ الفجرِ، من التسبيح، والإنشادِ، والدعاء، ممَّا يفعلُه المؤذنونَ، رافعًا بها صوتَه، ليسّ بمسنونٍ عندَ أحدٍ من العلماءِ، بل من البدعِ المكروهةِ، فليسَ لأحدٍ أنْ يأمرَ به، ولا أنْ يُنْكِر على مَنْ تركَهُ، ولا أنْ يُعلِّقَ (٣) استحقاقًا عليه، ولا يلزمُ فعلُه، ولو شرطَه واقفٌ.

قال ابنُ الجوزيِّ في كتاب "تلبيس إبليس: (٤): قد رأيتُ من يقومُ بالليل كثيرًا على المنارة، فيعِظُ، ويُذَكِّرُ، ويقرأُ سورةَ من القرآنِ بصوتِ مرتفعٍ، فيمنعُ الناسَ من نومِهم، ويخلطُ (٥) على المتهجِّدِين قراءتَهم، وكلُّ ذلكَ من المنكرات.

والحيعلة: هي قولُه: حيَّ على الصلاةِ، حيَّ على الصلاةِ، حيَّ على الفلاحِ، حيَّ على الفلاحِ، فيقولُه بعدَها؛ لقولِ النبيِّ لأبي محذورةَ: "إذا كانَ أذانُ الفجرِ، فقُل: الصلاةُ


(١) ٤/ ١١١.
(٢) ٢/ ١١٢.
(٣) (٣) في الأصل: "يعلو".
(٤) ص ١٣٣.
(٥) في الأصل: "يخبط".