للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَكَلَح وجهه ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قال: هذا قد أظهر رأي جَهْم. قال اللَّه تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله ٩: ٦ [١] فممّن يسمع؟

إنّما جاء بلاؤهم من هذه الكُتُب التي وضعوها. تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وأقبلوا على هذه الكتب [٢] .

وقال ابن عديّ [٣] : سمعت محمد بْن عبد الله الصَّيرفيّ الشّافعيّ يقول لهم، يعني التّلامذة: اعتبِروا بهذين: حُسَيْنِ الكرابيسيّ، وأبو ثور. فالحسين فِي علمه وحِفْظه، وأبو ثور لا يعشُرُه فِي علمه، فتكلَّم فِيهِ أحمد بْن حنبل فِي باب اللّفظ فسقط، وأثنى على أَبِي ثور، فارتفع للزومه السنة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.

وقال أبو جَعْفَر محمد بْن الْحُسَيْن بْن هارون المَوْصِليّ: سَأَلت أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل. قلت: أَنَا رَجُل من أهلِ المَوْصلِ، والغالب على بلدنا الْجَهْميّة، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ «نُطْقي بالقرآن مخلوق» . فقال: إيّاك وهذا الكرابيسيّ، لا تكلِّمْهُ، ولا نكلِّمُ مَنْ يكلّمه.

قلتُ: وهذا القول وما يتشعّب منه يرجع إلى قول جَهْم؟

قال: هذا كلّه من قول جَهْم [٤] .

١٥٦- الحسين بن عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ [٥]- د. -


[١] سورة التوبة، الآية ٦.
[٢] تاريخ بغداد ٨/ ٦٦.
[٣] في الكامل ٢/ ٧٧٦، ٧٧٧.
[٤] الكامل لابن عديّ ٢/ ٧٧٥.
وقال ابن عديّ: «والحسين الكرابيسي له كتب مصنّفة ذكر فيها اختلاف الناس من المسائل وكان حافظا لها، وذكر في كتبه أخبارا كثيرة ولم أجد منكرا غير ما ذكرت من الحديث، والّذي حمل أحمد بن حنبل عليه من أجل اللفظ في القرآن، فأما في الحديث فلم أر به بأسا» . (الكامل ٢/ ٧٧٦) .
[٥] انظر عن (الحسين بن علي بن جعفر) في: