للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكيف تهون والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع

إما الجنان [١] وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع

تهوي بساكنها طورا وترفعه ... إذا رجوا مخرجًا من غمها قمعوا

لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال بها الرجعي فما رجعوا

ومنها وهي طويلة:

فكيف قَرَّت لأهل العلم أعيُنُهُم؟ ... أو استَلَذُّوا لذيذ النَّوْم أو هَجَعُوا

والنّارُ ضاحيةٌ لا بُدّ مَوْرِدُها ... وليس يَدْرُون مَن يَنْجُو ومَن يَقَعُ.

قال سَلْم الخوّاص: أنشدنا ابن المبارك:

رأيتُ الذنوب تميت القلوب ... ويتبعها الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها

وهل بدل الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها

وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ببيعهم النفس أثمانها

لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذي اللب إنتانُها

قال أحمد بن جميل المَرْوَزِيّ: قيل لابن المبارك: إنّ ابن عُلَيَّة قد ولي الصدقة، فكتب إليه:

يا جاعلَ العِلم له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ

احْتَلْتَ لِلدُّنيا ولَذّاتِها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّين

فَصِرَت مجنونا بها بعد ما ... كُنتَ دواءً للمجانينِ

أين رِواياتُك في سَرْدِها ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرين [٢]

أين رواياتك فيما مضى ... في ترك أبواب السّلاطين [٣]


[١] في سير أعلام النبلاء «إمّا نعيم» (٨/ ٣٦٥) .
[٢] في حياة الحيوان أثبت الشطر الثاني من البيت التالي هنا فقال:
أين رواياتك في سردها ... لترك أبواب السلاطين
[٣] في حياة الحيوان أثبت الشطر الثاني السابق فقال:
أين رواياتك فيما مضى ... عن ابن عوف وابن سيرين
وورد في صفة الصفوة: -