للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَناهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: أنا أبو شُعَيْبٌ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى الْبَابلُتِّيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرَ بِهَذَا.

وقد كان عبد الله بن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من فُحُولِ الشعراء المحسنين.

قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدَّثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة: أملى عليّ ابن المبارك بطَرَسُوس، وودَّعْتُه، وأنفذها معي إلى الْفُضَيْلِ بن عِياض في سنة سبع وسبعين ومائة، هذه الأبيات:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب جيده [١] بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

وريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج [٢] السنابك والغبار الأطيب [٣]

ولقد أتانا من مقال نبينا ... قَوْل صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار [٤] خيل الله في ... أنف أمرئ ودخان نار تلهب [٥]

هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت [٦] لا يكذب [٧]

فلقيت الْفُضَيْلَ بكتابه في الحَرَم، فلمّا قرأه ذرفت عيناه ثمّ قال: صدق


[١] في الفوائد المنتقاة «خدّه» ، وكذلك في مناقب أبي حنيفة للكردري.
[٢] في المناقب «وهج» .
[٣] في المناقب «الأصهب» .
[٤] في المناقب «لا يجمعن غبار» .
[٥] في البيت إشارة للحديث الّذي رواه أبو هريرة أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشّحّ والإيمان في قلب عبد أبدا» .
أخرجه: أحمد في مسندة ٢/ ٢٥٦ و ٣٤٢ و ٤٤١، والنسائي ٦/ ١٢، ١٣، ١٤، والحاكم في المستدرك ٢/ ٧٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ١٦١.
[٦] في مناقب أبي حنيفة «كميت» .
[٧] الأبيات في: الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان، لأبي عبد الله العلويّ، بانتخاب الصوري، (بتحقيقنا) ٥٣، ٥٤، وسير أعلام النبلاء ٨/ ٣٦٤، ومناقب أبي حنيفة للكردري ٤٥٣، ٤٥٤.
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي- ج ١/ ١٥١.