للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فارسيّ، ويقال لَهُ، الدّاريّ العطّار نسبةً إلى عِطْر دارين [١] . أما البخاريّ [٢] فَقَالَ: هُوَ قُرَشِيّ مِنْ بني عَبْد الدار. وقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد: الدار بطن مِنْ لخم، منهم تميم الدّاريّ. وَعَنِ الأصمعيّ قَالَ: الداريّ الَّذِي لا يبرح فِي داره، ولا يطلب مَعَاشًا. وكان عَبْد اللَّه بْن كثير عطّارًا مِنْ أبناء فارس الَّذِي بعثهم كِسْرَى إلى صَنْعاء، فطردوا عَنْهَا الحَبَشَة. قَالَ ابن المَديني: قد رَوَى عَنِ ابن كثير الداريّ أيّوب، وابن جريج، وكان ثقة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [٣] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صالحة. حَجَّاج، عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ قَالَ: رأيت أَبَا عَمْرو يقرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن كثير.

وقَالَ ابن عُيَيْنَة: لم يكن بمكة أحدٌ أقرأ مِنْ حُمَيْد، وعَبْد اللَّه بْن كثير.

وقَالَ جرير بْن حازم: رأيت ابنَ كثير فصيحًا بالقرآن. وذكر الدّاني أَنَّهُ أخذ القراءة عَنْ عَبْد اللَّه بْن السّائب. وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ:

سَمِعْتُ مُطَرِّفًا أَبَا بَكْر فِي جنازة عَبْد اللَّه بْن كثير وأنا غلام، فِي سنة عشرين ومائة [٤] ، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَن. وقَالَ بشْرُ بْن مُوسَى: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيان، ثنا قاسم الرحّال فِي جنازة عبد الله بْن كثير. وقَالَ عليّ بْن المَدِيني:

قِيلَ لابن عُيَيْنَة: رأيت عَبْد اللَّه بْن كثير؟ قَالَ: رأيتُهُ سنة ثنتين وعشرين ومائة أسمع قَصَصَه وأنا غلام، وكان قاصَّ الجماعة [٥] .

قُلْتُ: فأمّا ٤٦٢- (عَبْد اللَّه بْن كثير) [٦] بْن المطّلب بن أبي وداعة السّهميّ


[١] قال ابن الأثير في اللباب ١/ ٤٨٤: «إن العطار يقال له بمكة: الداريّ، ينسب هذه النسبة عبد الله بن كثير المقرئ الداريّ، كان له أصحاب يضاربون فيه ويجلبونه، وإنّما قيل داريّ لأنّ العطر يجلب من دارين، وقيل إنّما قيل له داريّ لأنه كان عالما بهذه الصناعة، واشتقاقه من دري يدري فهو دار» .
[٢] التاريخ الكبير ٥/ ١٨١.
[٣] الطبقات الكبرى ٥/ ٤٨٤.
[٤] النص في التاريخ الكبير ٥/ ١٨١ «سنة عشر ومائة» وهذا وهم.
[٥] اللفظ عند البخاري في التاريخ الكبير «ذامر» .
[٦] مشاهير علماء الأمصار ١٤٧ رقم ١١٥٩، تهذيب الكمال ٢/ ٧٢٥- ٧٢٦، الكاشف ٢/ ١٠٧ رقم ٢٩٦٠، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٧٣- ٤٧٤ رقم ٤٥٢١، تهذيب التهذيب ٥/ ٣٦٦- ٣٦٧ رقم ٦٣٣، تقريب التهذيب ١/ ٤٤٢ رقم ٥٥٩، خلاصة تذهيب التهذيب ٢١٠.