للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها:

ذَرَاني وعزْمي والدُّجى ومزاره ... فقد أَبَتِ العَلياءُ إلّا تفرّدي

ولا تيأسا من رَوْحه وتأسّيا ... فكم مُعْرِضٍ فِي اليوم يقبلُ فِي غدِ

فتى الحبّ [١] صَبٌّ باع مُهجة نفسهِ ... لجيرةِ ذاك الحيّ نْقدًا بموعدِ

هُوَ الحبُّ إما مُنْية أو مَنِيّةٌ ... ودون العُلَى حدُّ الحسام المهنَّدِ

ألم تريا أنّي وجدتُ تلذُّذي ... برؤياهُ عُقْبَى حيرتي وتلدُّدي

وقد عشت دهرا والجمالُ يهزّني ... وتُطْربني الألحانُ من كلّ مُنْشدِ

وأغدو [٢] وَفِي ليل الغدائر دائبا ... أضلّ ومن صُبح المباسِمِ أهتدي

ويسقم جسمي كلّ جفنٍ وتارةُ ... يورّد دمعي كلُّ خدٍّ مورّدِ

وأصبو [٣] مَتَى هبّت صبا هاجريه ... تخبّرني عن منجدٍ غير منجدي

فَلَمَّا تجلّى لي على كلّ شاهدٍ ... وسامَرَنِي بالرَّمز فِي كلّ مشهدِ

تجنَّبت تقييدَ الجمال ترفُّعًا ... وطالعتُ أسرارَ الجمال المبدَّدِ

وصار سماعي مطلقا منه بْدؤُهُ ... وحاشى لمثلي من سماع مقيِّدِ

فِي كلّ مشهودٍ لقلبي شاهدٌ ... وَفِي كلّ مسموعٍ له لحن مَعْبَدِ

أراه بأوصافِ الجمال جميعها ... بغير اعتقاد للحلول المبعَّد

ففي كلّ هيفاء المعاطفِ غادة ... وَفِي كلّ مصقول السّوالف أغْيَدِ

وعند اعتناقي كلّ قَدٍّ مهفهفٍ ... ورشْفي رضابا كالرّحيق المبرَّدِ

وَفِي الدرّ والياقوت والمِسْك [٤] والحلَى ... على كلّ ساجي الطّرفِ لَدْن المقلدِ

وَفِي خلل [٥] الأثواب راقت لناظر ... بزبرجها من مُذْهب ومعمّدِ [٦]

وَفِي الرّاح والرَّيْحان والشّمع [٧] والغِنا ... وَفِي سجع ترجيع الحمام المغرّد


[١] في ذيل مرآة الزمان: «فتى الحيّ» .
[٢] في ذيل المرآة: «واغزو» .
[٣] في الأصل: «وأصبوا» .
[٤] في البداية والنهاية ١٣/ ٢٨٤ «والطيب» .
[٥] في البداية والنهاية ١٣/ ٢٨٥ «حلل» بالحاء المهملة.
[٦] في البداية والنهاية ١٣/ ٢٨٥ «ومورد» .
[٧] في البداية والنهاية ١٣/ ٢٨٥ «والسمع» بالسين المهملة.