للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة السّادس والعشرين من رمضان سنة خمسٍ وأربعين من غير مرض.

وكان أخبر بذلك قبل وقوعه بمدّة.

ثُمَّ قَالَ ابنُ إسرائيل: وشهر أخبار موته فِي اليوم الَّذِي (مات) [١] فِيهِ فِي ليلته بحيث إنّه أوصى كما يوصي من هُوَ بآخر رمق، وهو حينئذٍ أصحّ ما كَانَ، وقُبِضَ جالسا مستقبل القِبْلة ضاحكا. وحضرتُ وفاتَه وغسَّلتُه وأَلْحدْتُهُ. ورثيته بهذه القصيدة:

خطْبٌ كما شاء الإلهُ جليلُ ... ذهلتْ لديه بصائرُ وعُقُولُ

قلت: وهي نيفٌ وسبعون بيتا.

وبين أصحابه المحيا كلّ عام فِي ليلة سبعة وعشرين، وهي من ليالي القدر، فيُحْيُون تِلْكَ اللّيلة بالدُّفوف والشّبّابات والمِلاح والرَّقْص إلى السَّحَر، اللَّهمّ لا تمكُرْ بنا وتَوَفنَّا عَلَى سُنَّةِ نبيَّك [٢] .

٣٧٨- عُمَر بْن رسول [٣] الملك نور الدّين.


[١] في الأصل بياض.
[٢] وقال اليافعي معقّبا على المؤلّف- رحمه الله-: هذا معنى ما أشار إليه الذهبي وميله إلى ما ذكرت من الوصف الأخير كما هو مذهب أكثر الفقهاء الطعن في كثير من المشايخ، فإنه قال: ومن خيّر أمره نسبه إلى الفضل والكمال، ومن قبّح أمره رماه بالكفر والضلال. ثم قال: وهو أحد من لا يقطع عليه بجنة ولا نار، فإنّا لا نعلم بما ختم له، لكنه توفي في يوم شريف يوم الجمعة قبل العصر السادس والعشرين من شهر رمضان، وقد نيّف على التسعين، مات فجأة. انتهى كلامه. وفيه من التشكّك ما فيه من تغليب التكفير، وأما عدم القطع المذكور فليس يخرج منه أحد سوى الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، ومن شهد له بذلك ولم يزل الفقراء يذكرون عن الشيخ المذكور عجائب من الكرامات والتجريبات (ومرآة الجنان ٤/ ١١٣) .
[٣] انظر عن (عمر بن رسول) في: مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٧٧١، والحوادث الجامعة ١٢٣، والمختصر في أخبار البشر ٣/ في وفيات ٦٤٩ هـ. والسمط الغالي الثمن لبدر الدين اليامي (كمبرج ١٩٧٤) ٢٠١ وما بعدها، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٧٣، ١٧٤ رقم ١٠٨، والوافي بالوفيات ٢٢/ ٤٧٩ رقم ٣٣٨، والعقود اللؤلؤية للخزرجي ٤٤، والعقد الثمين للفاسي ٦/ ٣٣٩، والسلوك ج ١ ق ١/ ٣٣٣، وتاريخ ثغر عدن لابن أبي مخرمة ٢/ ١٧٤، وغاية الأماني ليحيى بن الحسين ٤٣١، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ١٠٨٨.