للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ، وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا [١] . قُلْتُ [٢] : فَقَاتَلَ الْخَوَارِجَ الَّذِينَ أَوَّلُوا الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِمْ وَجَهْلِهِمْ.

وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: مَنْ أَنَا! قَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا، قَالَ: ارْجِعُوا، فَأَبَوْا، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، ثُمَّ خَدَّ [٣] لَهُمْ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا قَنْبَرُ ائْتِنِي بِحِزَمِ الْحَطَبِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ وَقَالَ:

لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا أَوْقَدْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قُنْبُرَا [٤] وقال أَبُو حيان التَّيْميّ: حَدَّثَنِي مجمّع، أنّ عليًّا كان يكنس بيت المال ثُمَّ يصلي فِيهِ، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فِيهِ المال عن المُسْلِمين [٥] .

وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ قال: خطب عليّ فقال: أيّها


[١] أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٩٩) وهو طويل، من طريق شريك، عن منصور، عن ربعيّ بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: «لما كان يوم الحديبيّة ... » . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ من حديث ربعيّ عن عليّ. وأخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣٣ كما هو هنا، وانظر ٣/ ٨٢ و ٦/ ٦. و ١٢١ و ١٦٧ و ٢٤٢ و ٢٦٠، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ١٢٢، ١٢٣، وصحّحه الذهبي، وهو في مجمع الزوائد للهيثمي ٩/ ١٣٣، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وانظر حلية الأولياء ١/ ٦٧، وتاريخ بغداد ١/ ١٣٤.
[٢] أي الحافظ الذهبي.
[٣] في نسخة الدار (خذ) والتصحيح من ذخائر العقبي ٩٢ وبقيّة النّسخ.
[٤] ذخائر العقبي- ص ٩٢.
[٥] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣/ ٤٩، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ٨١، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١٨٠، ١٨١، وأحمد في الزهد ١٦٣.