للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانصرفت ولم أقاتل [١] .

وعن أبي عَون مولى المِسْوَر قَالَ: مَا زال المصريّون كافّين عَنِ القتال، حتّى قدِمَتْ أمدادُ العراق من عند ابن عامر، وأمداد ابن أبي سَرْحٍ من مصر، فقالوا: نُعاجِلُهُ قبل أن تَقْدَم الأمداد [٢] .

وعن مسلم أبي سعيد قَالَ: أعتق عثمان عشرين مملوكًا، ثمّ دعا بسراويل، فشدّها عليه [٣] . ولم يلْبَسْها في جاهلية ولا إسلام، وَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البارحة، وأبا بكر، وعمر، فَقَالَ: «اصْبِرْ فإنّك تُفْطِر عندنا القابلة» ثمّ نشر الْمُصْحَفَ بين يديه، فقُتِلَ وهو بين يديه [٤] .

وَقَالَ ابن عَوْن، عَنِ الحَسَن: أنبأني وثّاب مولى عثمان قَالَ: جاء رُوَيْجل كأنّه ذِئبٌ، فاطَّلع من بابٍ، ثمّ رجع، فجاء محمد بْن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلًا، فدخل حتّى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فَقَالَ بها حتى سمعتُ وقع أضْراسه، فَقَالَ: مَا أغنى عنك معاوية، مَا أغنى عنك ابن عامر، مَا أغْنتْ عنك كُتُبُك، فَقَالَ: أرسِلْ لِحْيَتي يا بْن أخي، قَالَ: فأنا رأيُتُه استعْدَى رجلًا من القوم عليه يُعِينُهُ، فقام إلى عثمان بمِشْقَصٍ، حتّى وجَأ به في رأسه [٥] ثُمَّ تَعَاوَرُوا عليه حتّى قتلوه [٦] .

وعن ريطة مولاة أسامة قالت: كنت في الدّار، إذ دخلوا، فجاء محمد فأخذ بلحية عثمان فَهَزّها، فَقَالَ: يا بْن أخي دَعْ لِحْيَتي لَتَجْذُب مَا يعزُّ على أبيك أن تُؤْذِيها. فرأيته كأنّه استحى، فقام، فجعل بطرف ثوبه هكذا: ألا


[١] أنساب الأشراف ق ٤ ج ١/ ٥٦٣ رقم ١٤٣٠، تاريخ دمشق ٤٠١، ورواه خليفة مختصرا في تاريخه ١٧٣.
[٢] طبقات ابن سعد ٣/ ٧١، ٧٢، تاريخ دمشق ٤٠٤.
[٣] إنّما لبسها لئلّا تبدو عورته إذا قتل، رضي الله عنه.
[٤] تاريخ دمشق ٤٠٥.
[٥] في الرواية زيادة هنا «قلت: ثم مه» .
[٦] تاريخ خليفة ١٧٤، تاريخ دمشق ٤٠٩.