أو يذكروا في معرضهم، وغيرة على جناب السادة الأولياء الصوفية أن تكون أراذل العامة وأنذال الحمقى المغرورين أن يتسموا بأسمائهم أو يظن هم اللحوق بآثارهم. ولم آل في التنفير من كلتا الطائفتين والتحذير منهم في كل زمان وأوان، وبين كل صالح من الإخوان، إلى أن أحسست لسان القول قد أنطق بنسبة ما لا يليق ذكره من أفواههم، فشرح الله صدري في أن اعتكف على تقييد يبدي عوارهم ونفضح أسرارهم، ونكون وسيله إلى الله في الدنيا والأخرى. فهذا الجهاد الذي من أحد من السيف في نحور أعداء الله، وناهيك بهم أعداء. فعظم الباعث على النصح بهذا التقييد ..) (١).
إن الفكون يتحدمث دائما عن حزبين متميزين متصارعين في عصره، وهما من يسميهما: حزب الله وحزب الشيطان. وأحيانا يسمى ذلك طائفة الخير وطائفة الشر. وطائفة الشر هذه ذات شقين: شق يضم أدعياء العلماء الذين (سطرت أناملهم في قراطيس السجلات ما يوهم من لم يرهم ممن يأتي في غابر الزمن إنهم من حزب العلماء ومن مشايخهم الأعلين)، وشق يضم (الطائفة البدعية) التي أصبحت (مقطعا للحقوق، وقسما يقسم بهم في البر والعقوق. وأعلنوا بأن سابق الأقدار منوطة بإرادتهم. واتخذت أتباعهم ألقابا لهم باسم الشيخوخة والتحذير من أن يغاضوا أو يغتاضوا هل رأيت إذن أن الفكون كان يحمل علم الجهاد في ليل مظلم من الجهل والبدعة