نسائلك التخليص من كل عاهة ... وفوز الرضى والسؤل من مبدأ يجل
ولعل العياشي أراد أن يطلعنا أيضا على آخر القصائد في الديوان وهي قافية الياء. وقد افتتحها الفكون بقوله مخاطبا الرسول، (ص).
مدحتك والتقصير شأني وشيمتي ... وقد خفت من ربي إذا جئته حيا
دعاني الصبا للهو حتى إفاقتي ... مقاما تراني قد خبئت به السعيا
ولعت بآثامي زمان شبيبتي ... وحملة ما الأهواء ما حسنت رأيا
اغثني إذا ما الموت أحكم سكرتي ... بحضرتك الحسناء تصلح لي الوصيا
وها أنت ترى أن هذا الشعر ليس فيه جديد، إلا أن قائله هو الفكون، ويمكن أن يقوله كل من كان قادرا على النظم. غير أن الرجل كان يعاني مرضا خطيرا، وكان يقضي وقته في التفكر في الآخرة واقتراب الأجل، وبدل أن يموت كمدا وغما أخذ يدعو الله الثناء ويتوسل في ذلك بالنبي، (ص)، ويعاني نظم الشعر كما كان يعاني آلام المرض، ولعل نظم هذا الشعر قد ساعده على تخفيف آلام المرض والتفكر فيه دائما. والبحر الطويل الذي نظمت به هذه القصائد (والظاهر أن كل الديوان منظوم بهذا