البحر) يساعد على النفس الطويل ومد الآهات بالتأوه والشكوى ويساعد على بث الآلام وجر الحزن. وقد عرفنا أن مرضه قد طال عليه ولم يعرف له سببا ولا علاجا. قال إنه ظل سنة لا ينام أبدا، وسنة لا يغشاه النوم إلا قليلا، وأخذ يخف عليه المرض في السنة الثالثة فعاد ينام نوما عميقا ولكن غير عادي. ووصفه بأنه مرض متلون وغير ثابت، وأنه قد جعل جنبه الأيسر يختلج وأصبح من جرائه يتصبب عرقا في كل آن. وكان ذلك كما عرفنا في منتصف الثلاثينات من عمره (بين ١٠٢٥ - ١٠٢٨).
ويخبرنا العياشي أن الفكون قد انتهى من نظم ديوانه سنة ١٠٣١، أي بعد أن خف عنه المرض وأخذت غيومه تنقشع، ولعله كان قد بدأه أثناء المرض واستمر فيه حتى انتهى منه في تلك السنة. ويخبرنا العياشي أيضا أن الديوان الذي نقل عنه كان بخط الفكون نفسه وأنه نقل عن النسخة التي كانت عند ولده أثناء لقائه معه في حجته سنة ١٠٧٤ وكان محمد، ولد الفكون، هو أمير ركب حج الجزائر في تلك السنة خلفا لوالده الذي توفي سنة ١٠٧٣ بالطاعون. ومن المناسب أن ننقل عبارة العياشي بهذا الصدد لأنها ذات مدلول خاص (وبآخرها (أي القصائد)، بخطه، تم بحمد الله وحسن عونه هذا المديح، في المصطفى المليح الفصيح، في ليلة الجمعة وقت العشاء منها ليلة ثلاثة وعشرين من جمادي الأخيرة من سنة واحد وثلاثين وألف، عرفنا الله خيره وكفانا شره، بجاه رسول الله وأصحابه وأوليائه، وأسأله بحرمة المديح والجاه أن يعجل بالشفاء الذي لا سقم معه ويتحف بالمطلوب، وما هو لي فيه مرغوب، إنه سميع مجيب، مع عقب