وعليه درع يجر أطرافها وبيده راية سوداء فقيل له: أليس قد أنزل الله عذرك؟ قال: بلى ولكني أكثر سواد المسلمين بنفسي وروي عنه أنه قال: فكيف بسوادي في سبيل الله.
وقال أبو عون الأنصاري: معنى ﴿أَوِ ادْفَعُوا﴾ رابطوا وهذا قريب من الأول ولا محالة أن المرابط مدافع لأنه لولا مكان المرابطين في الثغور لجاءها العدو.
وذهب قوم من المفسرين إلى أن قول عبد الله بن عمرو ﴿أَوِ ادْفَعُوا﴾ إنما هو استدعاء إلى القتال حمية لأنه استدعاهم إلى القتال في سبيل الله وهي أن تكون كلمة الله هي العليا فلما رأى أنهم ليسوا على ذلك عرض عليهم الوجه الذي يحشمهم ويبعث الأنفة أي: أو قاتلوا دفاعًا عن الحوزة ألا ترى أن قُزمان قال: والله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي وألا ترى أن بعض الأنصار قال يوم أحد لما رأى قريشًا قد أرسلت الظهر في زروع قناة أتُرعى زروع بني قيلة ولما نضارب؟ المعنى: إن لم تقاتلوا في سبيل الله فقاتلوا دفعًا عن أنفسكم وحريمكم. [٤/ ٢٥٩]