أي: يأتي به حاملًا له على ظهره ورقبته معذبًا بحمله وثقله ومرعوبًا بصوته وموبخًا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد … وهذه الفضيحة التي يوقعها الله تعالى بالغال نظير الفضيحة التي توقع بالغادر في أن ينصب له لواء عند استه بقدر غدرته وجعل الله تعالى هذه المعاقبات حسبما يعهده البشر ويفهمونه ألا ترى إلى قول الشاعر:
أَسُمَيَّ ويحكِ هل سمعتِ بغدرة … رُفع اللواء لنا بها في المجمع
وكانت العرب ترفع للغادر لواء وكذلك يُطاف بالجاني مع جنايته. [٤/ ٢٤٩]
(٤٢٢) ومن الغلول حبس الكتب عن أصحابها ويدخل غيرها في معناها قال الزهري: «إياك وغلول الكتب فقيل له: وما غلول الكتب؟ قال: حبسها عن أصحابها». [٤/ ٢٥٥]
فالمؤمن والكافر لا يستويان في الدرجة ثم المؤمنون يختلفون أيضًا فبعضهم أرفع درجة من بعض وكذلك الكفار والدرجة الرتبة ومنه الدرج لأنه يُطوى رتبة بعد رتبة والأشهر في منازل جهنم دركات كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: ١٤٥]، فلمن لم يغل