بالمشاورة لحاجة منه إلى رأيهم وإنما أراد أن يعلمهم ما في المشاورة من الفضل ولتقتدي به أمته من بعده». [٤/ ٢٤٢]
(٤١٩) ولقد أحسن القائل:
شاور صديقك في الخفي المشكل … واقبل نصيحة ناصح متفضل
فالله قد أوصى بذاك نبيه … في قوله: شاورهم وتوكل
وجاء في «مصنف أبي داوود» عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «المستشار مؤتمن» قال العلماء: وصفة المستشار إن كان في الأحكام أن يكون عالمًا دينا وقلما يكون ذلك إلا في عاقل. قال الحسن: ما كمل دين امرئ ما لم يكمل عقله فإذا استشير من هذه صفته واجتهد في الصلاح وبذل جهده فوقعت الإشارة خطأ فلا غرامة عليه قاله الخطابي وغيره.
وصفة المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقلًا مجربًا وادًّا في المستشير قال:
وإن باب أمر عليك التوى … فشاور لبيبًا ولا تعصه
وقال بعضهم: شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غاليًا وأنت تأخذه مجانًا وقد جعل عمر بن الخطاب ﵁ الخلافة وهي أعظم النوازل شورى.
قال البخاري: وكانت الأئمة بعد النبي ﷺ يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها.