باب أحدنا يغتسل منه في كل يوم خمس مرات، وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، فلماذا تترك هذه الوظائف وتحتج بالقدر وتذهب إلى الوظائف الدنيوية الرفيعة، فكيف لا تحتج بالقدر فيما يتعلق بأمور الدنيا وتحتج به فيما يتعلق بأمور الآخرة؟
مثال آخر: رجل قال: عسى ربي أن يرزقني بولد صالح عالم عابد، وهو لم يتزوج، فنقول: تزوج حتى يأتيك. فقال: لا. فلا يمكن أن يأتيه الولد، لكن إذا تزوج، فإن الله بمشيئته قد يرزقه الولد المطلوب.
وكذلك من يسأل الله الفوز بالجنة والنجاة من النار، ولا يعمل لذلك، فلا يمكن أن ينجو من النار ويفوز بالجنة لأنه لم يعمل لذلك.
فبطل الاحتجاج بالقدر على معاصي الله بالأثر والنظر، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة جامعة مانعة نافعة: « (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) . قالوا: يا رسول الله! أفلا ندع العمل ونتكل؟ قال:(اعملوا، فكل ميسر لما خلق له) » ، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطانا كلمة واحدة، فقال:(اعملوا ... ) ، وهذا فعل أمر، «فكل ميسر لما خلق له» .
وللإيمان بالقدر فوائد عظيمة، منها:
١ - أنه من تمام توحيد الربوبية.
٢ - أنه يوجب صدق الاعتماد على الله - عز وجل -؛ لأنك إذا علمت أن كل شي بقضاء الله وقدره صدق اعتمادك على الله.