الإيرادات التي يوردونها، ولو أنهم تلقوا هذا الحديث بالقبول وقالوا: إن الله- عز وجل- مستو على عرشه، والعلو من لوازم ذاته، وينزل كما يشاء- سبحانه وتعالى- لاندفعت عنهم هذه الشبهة ولم
يتحيروا فيما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه.
إذن الواجب علينا أن نتلقى ما أخبر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من أمور الغيب بالقبول والتسليم، وألا نعارضها بما يكون في أذهاننا من المحسوس والمشاهد؛ لأن أمر الغيب أمر فوق ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة لا أحب أن أطيل بذكرها، إنما موقف المؤمن من مثل هذه
الأحاديث هو القبول والتسليم بأن يقول صدق الله ورسوله كما أخبر الله عن ذلك في قوله:(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ)(١) .
فالعقيدة يجب أن تكون مبنية على كتاب الله وسنة رسوله، وأن يعلم الإنسان أنه لا مجال للعقل فيها، لا أقول لا مدخل للعقل فيها، وإنما أقول لا مجال للعقل فيها؛ لأن ما جاءت به من نصوص في كمال الله شاهدة به العقول، وإن كان العقل لا يدرك تفاصيل ما يجب لله من كمال لكنه يدرك أن الله قد ثبت له كل صفات الكمال، لابد أن يعمل بهذا العلم الذي مَنَّ الله به عليه من ناحية العقيدة.
كذلك من ناحية العبادة، التعبد لله- عز وجل- وكما يعلم كثير