(١) أي: غالبًا واعتبارها للجزاء، ولا يصح أن تكون للعطف في مثل قوله -تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ﴾، ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ﴾؛ لأنها داخلة على الخبر في ذلك، والخبر لا يعطف على مبتدئه، ولا في مثل: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾؛ لأنها داخلة على الفعل، وهو لا يعطف على مفعوله وكذلك لا يصح أن تكو زائدة لعدم الاستغناء عنها.
(٢) أي: وهو التفصيل.
(٣) ففي هذه الآيات: قسيم معطوف بأما؛ وهو في الآية الأولى: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾ [سورة الضحى آية: ١٠]، وفي الثانية: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾ [آل عمران آية: ١٠٧]، وفي الثالثة: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾ [سورة الليل آية: ٥]، فدل ذلك على أنها للتفصيل.
(٤) وقيل: إن القسيم محذوف يدل عليه قوله: ﴿وَالرَّاسِخُون﴾؛ أي: وأما غيرهم فيؤمنون به ويكلون معناه وعمله إلى ربهم، وإنما قال المصنف:"ومنه"؛ لأن التفصيل في ذاك غير ظاهر لعدم تكرار، "أما" وقد يترك تكرارها كذلك استغناء بذكر أحد القسمين عن الآخر، نحو قوله -تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ﴾.
أي: وأما الذين آمنوا بالله فلهم كذا وكذا.
(٥) أي على قوله: "إلا الله" وقوله: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ كلام مبتدأ به منقطع عما قبله؛ لأن الراسخين على هذا لا يؤولون. [سورة آل عمران الآية: ٧].