للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في لولا ولو ما]

لـ"لولا، ولوما" وجهان:

أحدهما: لأن يدلا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما (١)؛ فيختصان بالجمل الاسمية (٢) نحو: ﴿لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾.

[فصل في لولا ولو ما]

(١) وكلاهما في الزمن الماضي، وهما شرطيتان، وتعرب كل منهما امتناع لوجود؛ أي: امتناع شيء بسبب وجود غيره، فهما خاصتان بالشرط الامتناعي.

(٢) فيكون ما بعدها مبتدأ خبره محذوف وجوبًا ولو كان ضميرًا متصلا؛ كلولا ولولاك؛ فإنها وإن كانت في ذلك حرف جر لا تتعلق بشيء إلا أن مجرورها في محل رفع بالابتداء، وقد مر ذلك في باب المبتدأ والخبر في الجزء الأول عند قول الناظم:

وبعد لولا غالبًا حذف الخبر

ولا بد لهما من جواب كجواب "لو" في شروطه المتقدمة؛ فإن كان ماضيًا لفظًا ومعنى، أو معنى فقط "كالمضارع المسبوق بلم"، جاز اقترانه باللام وتجريده منها؛ سواء أكان مثبتًا أم منفيا "بما" دون سواها، والأكثر اقتران المثبت وتجرد المنفي، نحو قوله -تعالى: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾، ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا﴾.

وقول الشاعر:

لولا المشقة ساد الناس كلهمو … الجود يفقر والإقدام قتال

ويصح حذف الجواب إذا دل عليه دليل؛ كقوله سبحانه: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ﴾ أي: لهلكتم، وقد يكون المرفوع بعد لولا اسما مؤولا نحو قوله سبحانه: ﴿لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا﴾.

وفي استعمال لولا ولوما للامتناع، ودخولهما على المبتدأ لزوما، يقول الناظم:

"لولا " و"لوما" يلزمان الابتدا … إذا امتناعا بوجود عقدا*

أي: إنهما يلزمان الدخول على المبتدأ، إذا عقدا -أي: ربطا- الامتناع بالوجود أي: دلا على امتناع شيء بسبب وجود شيء آخر.


* "لولا" مبتدأ. "ولوما" عطف عليه مقصود لفظهما. "يلزمان الابتداء" الجملة
من الفعل والفاعل والمفعول خبر. "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط "امتناعا" مفعول عقدا مقدم. "بوجود" متعلق بعقدا. "عقدا" فعل الشرط وألف الاثنين فاعل، وهي عائدة إلى لولا ولوما.

<<  <  ج: ص:  >  >>