للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجملة مستأنفة (١)، أو جواب لقسم مقدر، وإن "لو" في الوجهين للتمني (٢) فلا جواب لها.

فصل في أما:

وهي حرف شر (٣) وتوكيد دائمًا (٤)، وتفصيل غالبًا (٥)؛ يدل على الأول: مجيء

(١) أي: إن اللام في "لمثوبة" لام الابتداء لا الواقعة في جواب "لو".

(٢) قال الصبان: أي على سبيل الحكاية؛ أي: إنهم بحال يتمني العارف بها إيمانهم وإبقاءهم تلهفًا عليهم لا على سبيل الحقيقة؛ لاستحالة التمني عليه تعالى، ويجوز أن تكون "لو" شرطية، وجوابها محذوف لدلالة السياق عليه؛ أي: لأثيبوا.

وقد يكون جواب "لو" مسبوقا بكلمة "إذا" كقوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ﴾ ويندر أن يكون الجواب مسبوقًا بالفاء، أو "رب" أو "قد".

هذا: وتأتي "لو" زائدة، نحو: البخيل -ولو كثر ماله- منبوذ.

وللعرض، نحو: لوتسهم في أعمال البر فتثاب بنصب المضارع. "فتثاب" بعد فاء السببية.

وللتحضيض نحو لو تحترم القانون فتأمن العقوبة.

وللتمني، نحو قوله تعالى: ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وهل هذه هي المصدرية أغنت عن فعل التمني فأشبهت ليت فنصب جوابها مثلها؟ أو الشرطية أشربت معنى التمني فلا بد لها من جزاء كالشرط ولو مقدرًا؟ أو هي قسم برأسها فلا جواب لها؟ أقوال، وعلى كل فقد يجيء لها جواب منصوب كليت، وقد لا يجيء ولا تكون للتمني إلا حيث يكون الأمر مستحيلا أو في حكمه.

فصل في أما:

(٣) أي: حرف يفيد معنى الشرط ويتضمن معناه، وهو: تعليق شيء آخر وجودًا وعدمًا وليست موضوعه له.

(٤) المراد بالتوكيد هنا: تحقق الجواب والقطع بأنه حاصل وواقع لا محالة.

(٥) أي: تبيين وتوضيح الأمور والأفراد المجتمعة تحت لفظ واحد يتضمنها إجمالا أو إيراد بالتفصيل: ذكر أشياء كل منها مفصول عن الآخر، وإن لم يكن ثم إجمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>