وجواب "لو": إما مضي معنى (١) نحو: لو لم يخف الله لم يعصه، أو وضعًا وهو: إما مثبت، فاقترانه باللام (٢)، نحو: ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا﴾ أكثر من تركها، نحو: ﴿لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا﴾.
وإما منفي بـ"ما" فالأمر بالعكس، نحو: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾.
وقوله:
ولو نعطى الخيار لما افترقنا (٣).
قيل: وقد تجاب بجملة اسمية (٤)؛ نحو: ﴿لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ﴾ (٥) وقيل:
(١) لا بد "للو" من جواب مذكور أو محذوف، والماضي معنى هو: المضارع المقرون بلم الجازمة، ويجب تجرده من اللام؛ لأن اللام لا تدخل على ناف إلا "ما" كما سيأتي.
(٢) هذه اللام تسمى: "لام التسويف"؛ أي: التأجيل والتأخير؛ لأنا تدل على أن تحقق الجواب سيتأخر زمنًا أقل. الآية الأولى: [سورة الواقعة الآية: ٦٥]، والثانية: [سورة الواقعة الآية: ٧٠]
(٣) صدر بيت من الوافر، لم نقف على قائله، وعجزه:
ولكن لا خيار مع الليالي.
اللغة والإعراب: "لو" شرطية غير جازمة، "نعطى" فعل مضارع للجهول فعل
الشرط، ونائب الفاعل هو المفعول الأول. "الخيار" مفعول ثان. "لما" اللام
واقعة في جواب لو "ما" نافية" "افترقنا" افترق فعل ماض ونا فاعل والجملة لا محل لها جواب "لو".
المعنى: لو كان الأمر بيدنا، وخيرنا بين التلاقي والافتراق، ما اخترنا غير التلاقي، ولكن الأيام قلب، ولا خيار للإنسان معها.
الشاهد: وقوع جواب "لو" فعلا ماضيًا منفيا بـ"ما" وقد اقترن مع هذا باللام، وهذا قليل، والكثير في هذه الحالة إلا يكون مقترنًا باللام.
وإن كان النفي بغير "ما" امتنع اقترانه باللام، نحو: لو سافر محمد لم يحضر علي.
(٤) أي: يكون جواب "لو" جملة اسمية مقرونة باللام.
(٥) الآية: ١٠٣ من سورة البقرة.