طالعة كان الضوء موجودا" (١)، ومنه: "لو لم يخف الله لم يعصه" (٢).
وإذا وليها مضارع أوِّل بالماضي (٣) نحو: ﴿لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾ (٤).
(١) فإنه لا يلزم من انتفاء الشرط، هو طلوع للشمس، انتفاء الجواب: وهو حدوث الضوء؛ لجواز وجوده بسبب آخر؛ كمصباح، أو نار، أو قمر … إلخ.
(٢) هذا أثر مروي عن عمر ﵁؛ وأوله: "نعم العبد صهيب" و"لو" فيه لا تدل على انتفاء الجواب لانتفاء الشرط؛ فإنه لا يلزم من انتفاء عدم الخوف انتفاء عدم العصيان، حتى يكون قد خاف وعصى؛ لأنه لعدم العصيان أسبابًا أخرى غير الخوف الذي هو وظيفة العوام، منها: الإجلال، والإعظام، والمحبة، والحياء، وتلك وظيفة الخواص. والمراد: أن صهيبًا لو قدر عدم خوفه، لم تقع منه معصية؛ لأنه من الخواص. فكيف وهو يخاف.
(٣) أي: مع بقاء لفظه على حاله.
(٤) أي: لو أطاعكم لعنتم، [سورة الحجرات الآية: ٧].
ومثله قول كثير في محبوبته عزة:
رهبان مدين والذين عهدتهم … يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها … خروا لعزة ركعا وسجودا
أي: لو سمعوا حديثها كما سمعت، وفي هذا يقول الناظم:
وإن مضارع تلاها صرفا … إلى المضي نحو لو يفي كفى*
أي: إذا تلا "لو" الامتناعية ووقع بعدها مضارع لفظا فإنها تقلب زمنه إلى المضي، ويكون مضارعا في الصورة والشكل لا غير، نحو: لو يفي كفى؛ أي: لو وفي كفى، أما غير الامتناعية، فيبقى المضارع معها على حالته صورة وزمنًا.
* "وإن" شرطية "مضارع" فاعل لمحذوف هو فعل الشرط، والفعل بعده مفسر له "صرفا" ماض للمجهول جواب الشرط، ونائب الفاعل يعود إلى المضارع، والألف للإطلاق، "نحو" خبر لمبتدأ محذوف، "لو" حرف شرط غير جازم "يفي" فعل مضارع، فعل الشرط "كفى" فعل ماض جوابه، وجملة الشرط وجوابه في محل جر بإضافة. "نحو" على تقدير مضاف، أي: نحو قول: لو يفي كفى.