للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتختص "لو" مطلقًا (١) بالفعل، ويجوز أن يليها قليلا اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده (٢) كقوله:

أخلاي لو غير الحمام أصابكم (٣).

(١) أي: مصدرية كانت، أو شرطية بنوعيها؛ ومع اختصاصها بالفعل، لا تجزمه على الصحيح.

(٢) سواء كان ذلك الاسم مرفوعا كم مثل المصنف، ومنه قول عمر لأبي عبيدة بن الجراح حين قال له، وقد رجع بالجيش من الشام حين بلغه أن بها وباء، أفرارا من قدر الله تعالى؟ فقال له عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم؛ نفر من قدر الله إلى قدره. والقصة مشهورة، وقول حاتم الطائى: "لو ذات سوار لطمتني"، وقد قال ذلك حين كان مأسورًا في بعض أحياء العرب، فطلبت منه صاحبة المنزل أن يفصد ناقته لها لتشرب دمها فنحرها. فقيل له في ذلك فقال: هذا فصدي، فلطمته الجارية، فقال هذا القول ويراد بذات السوار: الحرة؛ لأن الإماء عند العرب ما كانت تلبس السوار، وجواب لو محذوف؛ أي: لهان على ذلك، وهو مثل يضرب للوضيع يهين الشريف، أو منصوبًا، نحو: لو محمدًا رأيته لأكرمته، أو خبرًا لكان محذوف، نحو: التمس ولو خاتما من حديد.

(٣) صدر بيت من الطويل لأبي الغمطش الضبي، الشاعر الأسدي، وعجزه:

عتبت ولكن ما على الموت معتب

اللغة والإعراب: أخلاي،: جمع خليل وهو الصديق، وينشد: أخلاء بهمزة مكسورة، وأصله: أخلائي، ثم قصر بحذف الهمزة للضرورة، وأضيف لياء المتكلم. الحمام: الموت. معتب: مصدر ميمي بمعنى العتاب؛ من عتب عليه -إذا لامه وسخط عليه.

"أخلاي" الهمزة للنداء، وخلاي منادى منصوب بفتحة مقدرة عل ما قبل الياء، وهي مضاف إليها، وحرف النداء محذوف، وهو مقول القول في قوله قبل:

أقول لها وقد فاضت بعيني عبرة … أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب

"لو" شرطية غير جازمة "غير" مبتدأ خبره ما بعده، أو فاعل لمحذوف يفسره أصابكم.

"الحمام" مضاف إليه. "عتبت" الجملة جواب "لو". "ولكن" والواو عاطفة ولكن حرف استدراك. "ما" نافية. "على الدهر" جار ومجرور خبر مقدم "معتب" مبتدأ مؤخر.

المعنى: لو أصابكم أحد غير الموت لسخطت عليه ووجدت، وكان لي معه شأن آخر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>