"ألم تأتني فأحسن إليك" إذا لم ترد الاستفهام الحقيقي (١)، ونحو: "ما تزال تأتينا فتحدثنا" و"ما تأتينا إلا وتحدثنا".
ومن الطلب باسم الفعل، وبما لفظه الخبر، وسيأتي (٢).
وبتقييد الفاء السببية والواو بالمعية: من العاطفتين على صريح الفعل ومن الاستئنافيتين، نحو: ﴿وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾؛ فإنها للعطف (٣).
وقوله:
ألم تسأل الربع القواء فينطق (٤)؛
(١) أي: بل أردت حمل مخاطبك على الإقرار والاعتراف بإتيانه وإحسانك إليه.
(٢) وكذلك بالمصدر الواقع بدلا من اللفظ بفعله؛ نحو: سكوتا فيتكلم الخطيب.
(٣) أي: عطف "يعتذرون" على لفظ "يؤذن"، ليدل على نفي الإذن والاعتذار عقبه مطلقا؛ أي: لا يؤذن لهم فلا يعتذرون.
(٤) صدر بيت من الطويل، وقد استشهد به سيبويه، وهو من كلام جميل بن عبد الله بن معمر العذري، صحاب بثينة، وعجزه.
وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق
اللغة والإعراب: الربع: المنزل، القواء: الخالي الذي لا أنيس به. بيداء: صحراء قفر. سملق: لا تنبت شيئا "ألم" الهمزة للاستفهام التقريري، "تسأل" فعل مضارع مجزوم بلم، وحرك الكسر للساكنين. "الربع" مفعوله "القواء" صفته "فينطق" الفاء للاستئناف، وينطق فعل مضارع مرفوع والفاعل يعود على الربع والجملة خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: فهو ينطق، ولا يضر الاقتران بالفاء. "وهل" الواو عاطفة؛ وهل حرف استفهام، تخبرنك مضارع مبني على الفتح لنون التوكيد الخفيفة. "بيداء" فاعل تخبر.
المعنى: ألم تسأل هذا المنزل الخالي الذي لا أحد به، فيخبرك عن الأحبة؟ ثم رجع إلى نفسه وقال: وهل تخبرنك صحراء جرداء لا نبات بها؟
الشاهد: في قوله: "فينطق" حيث رفع المضارع بعد الفاء مع أنه مسبوق باستفهام؛ ذلك لأن هذه الفاء عاطفة ولا للسببية، وإنما هي للاستئناف.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute