للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله (١).

= التمني. وفيما تقدم يقول الناظم:

وبعد فا جواب نفي أو طلب … محضين "أنْ" وسترها حتم نصب

والواو كالفا، إن تفد مفهوم "مع" … كلا تكن جلدا وتظهر الجزع*

أي: إن "أنْ" تنصب المضارع بعد الفاء المجاب بها نفي محض أو طلب محض، وسترها؛ أي: حذفها واجب، والواو كالفاء في الحكم؛ إذا كانت بمعنى "مع"؛ أي: دالة على المعية والمصاحبة. ثم ساق الناظم مثلا لتقدم النهي بعد الواو.

(١) صدر بيت من الكامل، لأبي الأسود الدؤلي، وقد استشهد به سيبويه ونسبه للأخطل، وعجزه:

عار عليك إذا فعلت عظيم

اللغة والإعراب: لا تنه: لا تطلب الكف والبعد عن الشيء. عار: عيب ونقص "لا" ناهية "تنه" فعل مضارع مجزوم بلا بحذف الألف، والفاعل أنت. "وتأتي" الواو للمعية، وتأتي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الواو، "مثله" مثل مفعول تأتي والهاء مضاف إليه، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف بالواو على مصدر مأخوذ من الفعل قبلها؛ أي: لا يكن منك نهي وإتيان. "عار" خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: فذلك عار ويجوز العكس. "عليك" متعلق بمحذوف صفة لعار. "إذا: ظرف مضمن معنى الشرط.

"فعلت" فعل الشرط وفاعل، والجواب محذوف؛ أي: فذلك عار. "عظيم" صفة ثانية لعار، وجملة الشرط معترضة بينهما.

المعنى لا تطلب من غيرك الكف والبعد عن شيء قبيح وأنت تفعل مثله، فلذلك عار عظيم عليك، وأمر مشين يحط من قدرك.

الشاهد: نصب "تأتي" بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية، في جواب النهي بلا. والآية قبله مثل للفاء بعد النهي.


* "وبعد" ظرف متعلق بنصب، "فا جواب نفي" مضافات إليه. "أو طلب" معطوف على نفي. "محضين" نعت لنفي وطلب. "أن" مبتدأ قصد لفظه "وسترها حتم" مبتدأ وخبر، والواو للحال والجملة حالية أو اعتراضية بين المبتدأ والخبر. "نصب" فعل ماض، والفاعل يعود إلى "أن" والجملة خبر المبتدأ الأول؛ وهو أن.
"والواو كالفا" مبتدأ وخبر. "مفهوم" مفعول تفد. "مع" مضاف إليه. "كلا" الكاف جارة لقول محذوف، و"لا" ناهية. "جلدًا" خبر تكن. "وتظهر" الواو للمعية، و"تظهر" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعدها، وهو محل الشاهد والفاعل أنت. "الجزع" مفعول تظهر منصوب بالفتحة، وسكن للوقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>