للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا وزن هو فيهما على السواء (١)، وقال عيسى (٢): إلا أن يكونا منقولين من الفعل (٣)؛ كالأمر من ضارب، وكضرب ودحرج، أعلامًا، واحتج بقوله:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا (٤)

وأجيب: بأنه يحتمل أن يكون سمي بـ"جلا"؛ من قولك: "زيد جلا"؛ ففيه ضمير،

(١) وذلك مثل "فعل"، و"فعلل"؛ نحو: شجر، وضرب، وجعفر، ودحرج.

(٢) هو عيسى بن عمر، شيخ سيبويه والخليل. انظر صفحة ٢٦١ من هذا الجزء.

(٣) أي فإنهما يؤثران بالمنع من الصرف.

(٤) صدر بيت من الوافر، لسحيم بن وثيل الرياحي، وكان صاحب غارات، وقد تمثل به الحجاج وهو يخطب في أهل العراق، وعجزه:

متى أضع العمامة تعرفوني

اللغة والإعراب: جلا: كشف، طلاع: صيغة مبالغة من الطلوع وهو الصعود. الثنايا: جمع ثنية؛ وهي العقبة، أو الجبل، أو الطريق إليهما، والمراد: مقتحم الشدائد، العمامة: يريد: ما تلبس في الحرب، وتوضع في السلم؛ وهي البيضة أو المغفر. "أنا ابن" مبتدأ وخبر. "جلا" مضاف إليه ممنوع من الصرف، للعلمية ووزن الفعل، وهوعلم منقول من الفعل، أو "جلا" فعل ماض، وفاعله يعود على "رجل" مقدر بعد ابن، مضاف إليه، والجملة صفة لرجل المقدر؛ أي: أنا ابن رجل جلا الأمور. "وطلاع" معطوف على ابن. "الثنايا" مضاف إليه. "متى" اسم شرط جازم. "أضع" فعل مضارع مجزوم، فعل الشرط. "تعرفوني" جواب الشرط.

المعنى: أن ابن رجل كشف الأمور، ومقتحم صعابها، ومذلل عظمائها، متى أضع على رأسي عمامة الحرب تعرفوا شجاعتي ومبلغ مقدرتي. وقيل: المراد بوضع العمامة: إزالتها عن الرأس استعداد للحرب.

الشاهد: في "جلا"؛ فقد استدل به عيسى بن عمر، على أنه علم منقول من الفعل الماضي، وأنه إذا سمي بنحو "ضرب" منع من الصرف للعلمية ووزن الفعل، وأجاب الجمهور بما ذكره المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>