لك الخير غضي اللوم عني فإنني … أحب من الاخلاق ما كان أجملا
اللغة والإعراب: ذريني: دعيني واتركيني، والمضارع يذر، والماضي من هذه المادة غير مستعمل. شيمتي: خلقي وطبيعتي. "ذريني" فعل أمر مبني على حذف النون، والياء الأولى للمخاطبة فاعل، والنون للوقاية، والياء الثانية للمتكلم مفعول. "وعلمي" الواو للمعية بمعنى مع، وعلمي مفعول به. "وشيمتي" معطوفة عليه. "فما" الفاء للتعلي، و"ما" نافية. "طائري" اسم "ما" على أنها حجازية، أو مبتدأ على أنها تميمة. "يوما" ظرف متعلق بأخيلاء لما فيه من معنى الوصف، وكذلك عليك. "بأخيلا" خبر "ما" على زيادة الباء، ممنوع من الصرف، للوصفية ووزن الفعل، أو خبر المبتدأ على ما أوضحنا.
المعنى: أتركيني وخبرتي وسجيتي؛ فما كنت في يوم من الأيام شؤما عليك.
الشاهد: في قوله "أخيلا"؛ حيث منع من الصرف وجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، مع أنه اسم الطائر المعروف، ولكن لما لمحت فيه الصفة -وهي التلون- منع من الصرف لهذه الوصفية المتخيلة ووزن الفعل.
الخلاصة
أن لـ"أفعل" بالنظر للوصفية، ثلاث حالات.
أ- أن تكون صفة في الأصل والحال؛ مثل: أعلم، أحمر، وهذه ممنوع من الصرف إجماعًا.
ب- أن تكون اسما في الأصل، ثم عرضت الوصفية؛ مثل: أربع، وأرنب، وهذه مصروفة إجماعًا، وتلغي الوصفية العارضة.
جـ- أن تكون صفة في الأصل، ثم عرضت الاسمية، مثل: أدهم، وأسود، وهذه ممنوعة من الصرف، وتلغي الاسمية العارضة.
أما أجدل وأخيل وأفعى، فقيل: مصروفة وهو الأشهر، وقيل: ممنوعة من الصرف، وإلى الوصفية الطارئة والاسمية الطارئة وحكمها والتمثيل لهما، أشار الناظم بقوله:
وألغين عارض الوصفية … كاربع وعارض الإسمية
فالأدهم القيد لكونه وضع … في الأصل وصفًا انصرافه منع