للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصل والحال؛ فلهذا صرفت في لغة الأكثر. وبعضهم يمنع صرفها للمح معنى الصفة فيها، وهي: "القوة"، والتلون" والإيذاء (١)؛ قال:

فراخ القطا لاقين أجدل بازيا (٢)

وقال:

فما طائري يومًا عليك بأخيلا (٣)

تتشاءم منه؛ فتقول: أشأم من أخيل.

(١) القوة بالنسبة للأجدل؛ لأنه مشتق من الجدل؛ وهو الشدة، والتلون بالنسبة للأخيل؛ لأنه من المخيول؛ وهو الكثير الخيلان، والإيذاء بالنسبة للأفعى؛ لما يلحظ فيها من الإيذاء الذي اشتهرت به، وقيل: إنها مشتقة من فوعة السم؛ أي شدة، وأصل مادتها "ف ع و "بدليل "الأفعوان".

(٢) عجز بيت من الطويل لعمير بن شُييم المعروف بالقطامي، يفخر علي بن عقيل، وصدره:

كأن العقيليين يوم لقيتهم

اللغة والإعراب: العقيليين: جمع عقيلي؛ نسبة إلى قبيلة عقيل. فراخ القطا: الفراخ: جمع فرخ؛ وهو الصغير من الطيور، والقطا: جمع قطاة، وهي نوع من الطير يشبه الحمام. أجدل: هو الصقر. بازيا: اسم فاعل من بزا عليه. إذا تطاول عليه وغلبه، إذا تطاول عليه وغلبه، والبازي: طائر معروف، وهو نوع من الصقور. "كأن" حرف توكيد ونصب. "العقيلين" اسم كأن "يوم" ظرف متعلق بكأن؛ لتضمنها معنى أشبه. "لقيتهم" الجملة في محل جر بإضافة يوم إليها. "فراخ القطا" فراخ خبر كأن، والقطا مضاف إليه. "لاقين" فعل وفاعل، والجملة حال. "أجدل" مفعول لاقين. "بازيا" صفة لأجدل، أو معطوف عليه بحذف العاطف للضرورة إذا أريد به الطير المشهور.

المعنى: يصف نفسه بالقوة والشجاعة، ويرمي عقيلا بالضعف وعدم الثبات عند اللقاء في معارك الحرب، وأنهم حين تقاتلوا كان العقيليون كفراخ القطا، وكان هو كالصقر والبازي، ولا تستطيع الفراخ من القطا -وهي ضعيفة- أن تثبت أمام الصقور الكواسر.

الشاهد: منع "أجدل" من الصرف، مع أنه اسم لا وصف؛ والسبب في ذلك لمح ما فيه من الوصفية؛ وهي القوة والشدة، فصار فيه الوصفية المتخيلة، ووزن الفعل فمنع.

(٣) عجز بيت من الطويل، لسيدنا حسان بن ثابت، يخاطب امرأته، وصدره:

<<  <  ج: ص:  >  >>