للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه قطعة لعبيد مشهورة عددها بضعة عشر بيتًا يطرد جميعها على هذا القطع الذي تراه إلا بيتًا واحدًا من جملتها؛ ولو كانت اللام وحدها حرف التعريف؛ لما جاز فصلها من الكلمة التي عرّفتها، لا سيما واللام ساكنة، والساكن لا ينوى به الانفصال.

ويقوي ذلك أيضًا قول الآخر:

عجل لنا هذا وألحقنا بذا الـ ... الشحم إنا قد مللناه بجل١

فإفراده "أل" وإعادته إياها في البيت الثاني يدل من مذهبهم على قوة اعتقادهم لقطعها؛ فصار قطعهم "أل" وهم يريدون الاسم بعدها كقطع النابغة "قد" وهو يريد الفعل بعدها، وذلك قوله٢:


= يا خليلي: أسلوب إنشائي في صورة نداء غرضه جذب الانتباه.
اربعا: أي انتظرا، وهو أسلوب إنشائي في صورة أمر غرضه الالتماس.
الدارس: الذي درس، وذهبت معالمه وآثاره. لسان العرب "٦/ ٧٩" مادة/ درس.
الحِلال: "م" الحِلة: وحِلة: وهي منزل القوم أو جماعة البيوت أو مجتمع الناس، وتجمع على حلال وأحلة. لسان العرب "١١/ ١٦٥" مادة/ حلل.
يطلب الشاعر من صاحبيه أن ينتظرا ويتوقفا ويسألا أهل الحلة عن أخبار الأحبة.
الشاهد فيه: قطع "أل" في نصف البيت حيث يقوي هذا رأي الخليل في كون "أل" جميعًا تكون للتعريف.
سحق: القديم البالي، عفا: ذهبت معالمها وانمحت. تأويب الشمال: تردد هبوب الريح من جهة الشمال.
البيت أسلوبه خبري تقريري يبرز ما يعانيه الشاعر من ألم الفراق وبعد الحبيب.
الشاهد فيه أيضًا: قطع "أل" في نصف البيت.
١ نسب صاحب الكتاب البيت إلى الشاعر غيلان بن حريث.
عجل: أي قدم بسرعة، وهو أسلوب إنشائي في صورة أمر غرضه الالتماس.
ألحقنا: أسلوب أمر غرضه الالتماس أيضًا.
الشحم: الشحم في جسم الحيوان الأبيض الدهني المسمن له، كسنام البعير، "ج" شحوم.
مللناه: مل الشيء، سئمه، لسان العرب "١١/ ٦٢٩" مادة/ ملل.
بجل: بجل بجالة وبجولة أي عظم قدره وسنه فهو بجيل.
الشاهد فيه: قطع "أل" ثم وصلها مرة أخرى.
٢ قوله: أي النابغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>