للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد زادوها في أشد من هذا، قال:

فلا والله لا يفلي لما بي ... ولا للما بهم أبدًا دواء١

أي: لما بهم؛ فزاد لامًا أخرى مؤكدًا للإضافة بها. فهذه أحوال اللام العاملة فى الأسماء.

وأما اللام التي تلحق الأسماء وهي غير عاملة فيها؛ فعلى ضربين: أحدهما لام التعريف، والأخرى لام الابتداء.

فأما لام التعريف؛ فهى نحو قولك: الغلام، والجارية؛ فاللام هي حرف التعريف، وإنما دخلت الهمزة عليها لأنها ساكنة، فتوصلت إلى الابتداء بها بالهمزة قبلها، وقد ذكرنا فى باب الهمزة٢ لم فتحت هذه الهمزة، ولم تكسر.

وذهب الخليل٣ إلى أن "أل" حرف التعريف بمنزلة "قد" في الأفعال، وأن الهمزة واللام جميعًا للتعريف، وحكي عنه٤ أنه كان يسميها "أل" كقولنا "قد" وأنه لم يكن يقول الألف واللام، كما لا يقول في قد: القاف والدال.

ويقوي هذا المذهب قطع "أل" في أنصاف الأبيات، نحو قول عبيد:

يا خليلي اربعا واستخبرا الـ ... منزل الدارس عن أهل الحلال

مثل سحق البرد عفَّى بعدك الـ ... قطر مغناه وتأويب الشمال٥


١ البيت نسبه صاحب الخزانة إلى مسلم بن معبد.
والله: أسلوب إنشائي في صورة قسم، الغرض منه التأكيد.
لا يلفي: اسلوب إنشائي في صورة نفي غرضه التعجيز.
لما بي: أي ما بي من كرب وبلاء.
لما بهم: أي من حقد وحسد.
الشاعر يؤكد أن ما به من بلاء وكرب وما بأعدائه من حقد وحسد كلاهما مرضان لا يوجد لهم دواء يتداوى به.
الشاهد فيه: قوله "لِلِما" حيث زيدت اللام الأخرى للتوكيد، والتقدير: لما بهم.
٢ باب الهمزة: يمكن الرجوع إلى باب الهمزة للحصول على المزيد في هذه المسألة.
٣ ذكر صاحب الكتاب أن هذا مذهب الخليل.
٤ حكي عنه: أي عن صاحب الكتاب.
٥ البيتين لعبيد بن الأبرص في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>