للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وأصل ذلك كله رضاه عن نفسه ومن لم يرض عن نفسه لم يستحسن حالها ولم يسكن إليها.

ومن كان بهذا الوصف كان متيقظًا متنبهًا للطوارئ وبالتيقظ والتنبه يتمكن من تفقد خواطره ومراعاتها.

وعند ذلك تخمد نيران الشهوة فلا يكون لها غلبة ولا قوة فيضعف العبد حينئذ بصفة العفة.

فإذا صار عفيفًا كان مجتنبًا لكل ما نهاه الله عنه محافظًا على جميع ما أمره به وهذا هو معنى الطاعة لله عز وجل وأصل هذا كله عدم الرضا عن نفسه.

فإذا يجب على الإنسان أن يعرف نفسه ويلزم من ذلك عدم الرضا عنها وبقدر تحقق العبد في معرفة نفسه يصلح له حاله ويعلوا مقامه.

وكان العلماء المخلصون يذمون نفوسهم ويتهمونها ولا يرضون عنها.

قال بعضهم من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها ولم يجرها إلى مكروهها فهو مغرور ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها.

وكيف يرضى عنها عاقل وهي الأمارة بالسوء وقال بعض العلماء لا تسكن إلى نفسك وإن دامت طاعتها لك في طاعة الله.

وقال آخر: ما رضيت عن نفسي طرفة عين.

وقال آخر: إن من الناس ناس لو مات نصف أحدهم ما انزجر النصف الآخر ولا أحسبني إلا منهم.

وقال آخر: فائدة الصحبة إنما هي للزيادة في الحال وعدم النقصان فيها فإياك وصحبة من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله.

فصحبة من يرضى عن نفسه وإن كان عالمًا شر محض ولا فائدة فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>