بنفسه فيقول نفسي نفسي فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لاهتمامه بنفسه وخلاصها.
وكذلك يقول الله عز وجل:{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[النحل: ١١١] . فبادروا رحمكم الله وأنتم في مكان الإمكان، قبل ضيق الأوطان، وتقلص اللسان واصفرار البنان، والتقلب من جهة إلى جهة من شدة الآلام.
ورفع يد ووضع الأخرى من شدة السكرات، لجذب الروح من العروق والعصب والعظام، قبل شخوص البصر، وبرودة البدن، ونقله لبيت الدود والظلمة والوحشة والإنفراد وسؤال منكر ونكير، وما يعقبه من كل أمر خطير في يوم يشيب من أهواله الولدان.
اللهم نجنا برحمتك من النار وعافنا من دار الخزي والبوار وأدخلنا بفضلك الجنة دار القرار وعاملنا بكرمك وجودك يا كريم يا غفار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٣٧- "موعظة"]
ابن آدم كأنك بالموت وقد فجأك وألحقك بمن قد سبقك من الأمم ونقلك من الفلل والعمائر إلى بيت الوحدة والوحشة والظلم ومن ذلك إلى عسكر الموتى مخيمة بين الخيم مفرقًا من مالك ما اجتمع ومن شملك ما انتظم وليس لك قدرة فتدفعه بكثرة الأموال ولا بقوة الخدم وندمت على التفريط ولات ساعة ندم.