فيصبح نابيا أو بارزا. وفي ذلك يقول الصحفي المشهور نورثكليف:"في شارع تسكنه مائة أسرة وأسرة لا يلتفت الناس إلى مائة أسرة تعيش عيشة مألوفة هناك بينما يلتفتون إلى أسرة واحدة يكون لها حالة شاذة كحالة طلاق أو جريمة أو نحو ذلك.
ويلاحظ أن عنصر التشويق ينطوي على الابتعاد عن الموضوعات الجافة المجردة، وقد ترتد الصحيفة إلى البدائية من أجل التشويق فتنشر أخبار الجن والعفاريت، وتتحدث عن شيخ مر عليه القطار ولم يمت، وعن تحضير الأرواح بطريقة شعبية في المنزل، وعن عالم الغيب بأسلوب ساذج بسيط. وشعار هذا النوع من الصحافة "قدم لقرائك ما يحبونه فقط، وما يدر عليك الربح الوفير".
غير أن جوهر الفن الصحفي يكمن حقيقة في تقديم الخبر الجاد، والموضوع المفيد، والمعلومات الدقيقة، بأسلوب شيق ممتع مفهوم، مثير للفكر، وليس مثيرا للغرائز الدنيا، وذلك يتطلب -بطبيعة الحال- تنوع الموضوعات وشمولها حتى تجد كل فئة من الفئات القارئة بغيتها. وقد قلنا إن فن مسرحة الأحداث والمعلومات يقربها من الأفهام فأسماء الزعماء، والبلاد، والقوانين والأنظمة والمشكلات السياسية والاجتماعية، يمكن عرضها من خلال الأسلوب المشوق.
ويقدم لنا الأستاذ جلال الدين الحمامصي١ مجموعة من المعادلات الطريفة التي تبين عناصر الغرابة والإثارة في الخبر فيقول: "رجل غربي تزوج من غير أن يطلق زوجته السابقة ثم يستمر بعد ذلك في عملية الزواج من واحدة بعد الأخرى حتى يصبح عدد زوجاته "أربعا"، ثم ينكشف أمره وتقف زوجاته الأربع أمام المحكمة شاكيات خروجه على الدين والقانون. مثل هذا الخبر يتطور في صحافة الغرب ليصبح قصة يتحدث عنها الناس جمعيا، ويقاد صاحبها إلى المحاكمة وتتوسع الصحف في النشر عنها، بينما مثل هذا الخبر في أي بلد يدين أهله بالدين الإسلامي لا قيمة له لأن القانون والدين يبيحان للزوج أن