لا شك أن الخبر قديم قدم البشرية؛ لأنه يتصل بحياة الإنسان، وهو ينشأ بالضرورة في كل مجتمع من المجتمعات مهما كان بسيطا أو بدائيا، ولكننا نهتم هنا بفن الخبر الصحفي، أي فن الخبر المطبوع في الصحف المنشورة، ولا يعنينا في هذا الصدد فنون الخبر الشفوية التي كانت -ولا زالت- تعرف في المجتمعات البدائية. وكذلك نمر مر الكرام على الخبر المخطوط أو المنسوخ، الذي عرف قبل اختراع المطبعة، وإن كان قد ظل معروفا للناس حتى بعد ظهور الصحف المطبوعة.
غير أن الخبر المخطوط أو المنسوخ لم يستطع أن يصمد أمام الخبر المطبوع لرخص ثمن الأخير وسعة انتشاره وانتظام صدوره وخاصة بعد أن انشئت مكاتب البريد في القرن الخامس عشر. ومن الطريف أن الخبر الصحفي ظهر متأثرا بالخبر الشفوي والخبر المخطوط فكان بشكل أغنية أو صورة شعرية أو نثرية. وقد اتخذت الدوريات التي كانت تعرف باسم الجازيتات -ولعلها نسبة إلى الجازيتا وهي عملة إيطالية- عناوين طويلة لأخبار مبالغة وشاذة عن خوارق الطبيعة. ثم أخذت الأخبار تتنوع بعد ذلك، وتبتعد عن الصورة الشعرية وتقترب من شكلها الواقعي الموضوعي الحديث.