وقد رأينا أن الصحف الأولى لم تكن تستخدم العناوين إلا قليلا، كما كانت العناوين عامة وصغيرة على عمود واحد أو عمودين. غير أن تطور الصحافة نحو الشعبية والبساطة وسعة الانتشار جعل العناوين سمة ضرورية للصحافة الحديثة التي تعمل على اجتذاب القارئ وتشويقه وتثقيفه وإعلامه. فلم يعد العنوان صغيرا عاما بل أصبح عنوانا كبير الحجم موجز العبارة دال المعنى. وقد كانت العناوين قديما تجمع من ذات حروف المتن مع إظهارها بقوسين، أو جمعها بحروف أكبر قليلا من حروف المتن لإبرازها. أما الصحافة الحديثة فقد أخذت تتفنن في أشكال العناوين، وطرز حروفها، وكبر حجمها، وتنوع ألوانها، بل وتعدد أسطرها؛ إذ أصبح للموضوع الكبير عدة عناوين رئيسية قبل المقدمة، وهذا فضلا عن العناوين الفاصلة بين الفقرات. وعندما تتعدد أسطر العنوان الرئيسي، فإن المخرج الصحفي يهتم بتنويع الشكل وطراز الحروف أو الخط.
فقد تتوالى أسطر العنوان لتشكل في مجموعها مثلثا قاعدته هي السطر الأعلى ومركزه السطر الثالث أو الرابع من العنوان. وقد يتخذ العنوان شكل المستطيل فتتابع الأسطر مع التنوع في الحجم واللون وزيادة السطر الأول فقط في الطول زيادة إلى اليمين أو اليسار من أجل لفت الأنظار. وهناك ترتيب أخر