للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال صَفْوَانُ: فسَألتُ عن ذلك خَالِد بن كَيْسَان، فقال: حَدَّثَني أبي قال: إذا هَزَمَ اللهُ الرُّوم من يَافَا سَارُوا حتَّى يَجْتَمعُوا بالأَعْماق، فتكُون المَلْحَمَة (a).

وقال: حدَّثَنا نُعَيْم (١)، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ القُدُّوس، عن صَفْوَان، عن عَامِر بن عَبْد اللهِ أبي اليَمَان الهَوْزَنِيّ، عن كَعْب، قال: إنَّ الله يُمِدّ أهْلَ الشَّام إذا قاتلَهُم الرُّوم في المَلَاحِم بقطْعَتَين، دَفْعَة سَبْعِين ألفًا، ودَفْعَة ثَمانين ألفًا من أهل اليَمَن، حَمائل سُيُوفِهم المَسَدُ، فَيَقُولُونَ: نحنُ عِبَادُ اللهِ حَقًّا حقًّا، نُقاتل أعْدَاءَ اللهِ، يرفَع اللهُ عنهم الطَّاعُون والأوْجَا [ع] والأوْصَابَ حتَّى لا يكون بَلَد أَبْرأَ من الشَّام، ويكون ما كان في الشَّام من تلك الأوْجَاع والطَّاعُون في غيرها.

قال كَعْبٌ: وإنَّ بالمَغْرب لَحَمَلَ الضَّأْنِ مَلك من مُلُوكِهم، يُعِدُّ لأهْل الإسْلام (b) ألْفَ قِلْعٍ، كُلَّما أعدَّها بَعَثَ اللهُ عليها قاصِفًا من الرِّيح، حتَّى يأذنَ اللهُ بخُرُوجها، فَتُرسِي ما بين عَكَّا والنَّهْر، فيَشْغَلُوا كُلّ جُنْدٍ أنْ يُمِدّ جُنْدًا، فسألتُهُ أيّ نَهْر هو؟ قال: مُهَراق الأُرُنْط؛ نَهْر حِمْص، ومُهَرَاقُهُ ما بين الأقْرَع إلى المِصِّيْصَة.

وقال: حَدَّثَنا نُعَيْم (٢)، قال: حَدَّثنا ابن وَهْب ورِشْدِين جميعًا، عن ابن لَهِيْعَة، عن أبي قَبِيْل، عن حَيْوِيل (c) بن شَرَاحِيْل قال: سَمِعْتُ عَبْد الله بن عَمْرو ابن العَاص يقول: إنَّ أهل الأنْدَلُس يأتون في البَحْر، وإنَّ طُول سُفُنهم في البَحْر خَمسُون مِيْلًا، وعَرْضُها ثلاثة عَشَر مِيْلًا حتَّى يَنْزلُوا الأَعْماق (d).

قال ابن وَهْبٍ: البَرّ والبَحْر.


(a) في كتاب الفتن: "فتكون الملحمة؛ ملحمة بالأعماق".
(b) كتاب الفتن: الشام.
(c) في الأصل: جبريل، وفي كتاب الفتن: حيوئل، والمثبت من تاريخ ابن يونس المصري، ونسبه: "المعافري"، ورأى ابن يونس اسمه في ديوان المعافر بمصر في "بني سريع بن ماتع". انظر: تاريخ ابن يونس (قسم تاريخ المصريين) ١: ١٤٣.
(d) كتاب الفتن: في الأعماق.

<<  <  ج: ص:  >  >>