للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُهاجِرونَ، فيكون أوَّل يَوْم القَتْلُ في الفَريقَيْن كلاهما، واليَوْمَ الثَّاني على العَدُوّ، والثَّالث يَهْزمُهم اللهُ، فلا تُبَلّغ سُفُنهم منهم إلا أَقلَّهُم، وقد حَرَّقُوا سُفُنًا كَثِيْرةً، قالوا: لا نَبْرحُ هذا البَلَد، فيَهزمُهُم اللهُ، وصَفّ المُسْلِمِيْن يَوْمئذٍ بحِذَاءِ البُرْج الخَرِب، فبينما هم على ذلك، قد هَزَم اللهُ عَدَوَّهم، حتَّى يأتي آت من خَلْفهم فيُخبرهم أنَّ أهْل قِنَّسْرِيْن قد أقْبَلُوا مُقْبلين إلى دِمَشْقَ، وأنَّ الرُّومَ قد حَمَلَت عليهم، وكان مَوْعِدًا منهم في البَرِّ والبَحْر، فيكون مَعْقِل المُسْلِمِيْن يَوْمئذٍ دِمَشْق.

وقال: حَدَّثَنا نُعَيْم (١)، قال: حَدَّثَنَا أبو أَيُّوب سُلَيمانُ بن دَاوُد، قال: حَدَّثَنا أرْطَأةُ بن المُنْذِر، قال: سَمِعْتُ أبا عَامِرٍ الأَلْهَانِيَّ يقُول: خَرجْتُ مع تُبَيْع من باب الرَّسْتَن، فقال: يا أبا عَامِرٍ، إذا نُسفَتْ هَاتان الزّبلَتان (a) فاخْرِجْ أهْلَكَ من حِمْص، قال: قُلتُ: فإنْ لَم أفْعَل؟ قال: فإذا دُخِلَت أنطَرَسُوس فَقُتل فيها ثَلاثمائة شَهيد فاخْرِج أهلَكَ من حِمْص، قُلت: فإنْ لَمْ أفْعَل؟ قال: فإذا جاءَ الحِمْلُ من أهْل الأنْدَلُس بألف قِلْعٍ (٢)، ثمّ فرَّقَها بين الأقْرَع ويَافَا فاخْرِج أهلَكَ من حِمْص، قُلتُ: أرأيتَ إنْ لم أفْعَل؟ قال: فواللهِ لئن لم تَفْعَل ليُصِيْبَنَّ أهْلَكَ ما أصَابَ أهلَ حِمْصَ! قُلتُ: وما الّذي يُصِيْبُهم؟ قال: يُغْلِقُها أعَاجِمُها على ذَرارِي المُسْلِمِين ونِسَائهم.

وقال: حدَّثَنَا نُعَيْم (٣)، قال: حَدَّثَنا بَقِيَّة، عن صَفْوَان، عن شُرَيْح بن عُبَيد (b)، عن كَعْب، قال: تكون وَقْعَةٌ بيَافَا؛ يُقَاتلهم المُسلِمُونَ يَوْم (c) الأرْبَعاء والخَمِيْس والجُمُعَة والسَّبْت والأَحَد، ثمّ يفتح اللهُ للمُسْلِمين يَوْم الاثْنَين.


(a) كتاب الفتن: المزبلتان.
(b) في الأصل: عَبد، وفوقه "صـ"، ولم أجد في رواة كعب ولا في شيوخ صفوان من اسمه شريح بن عَبْد، والمثبت موافق لما في كتاب الفتن.
(c) في كتاب الفتن بدل "يوم": تقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>