للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَوْمئذٍ بزَندٍ (a) لقُطِعَ، ويَهْبط جِبْرِيل ومِيْكائِيل فيَدفعُونَهُم بمَنْ مَعَهُم من المَلائِكَةِ، فيَهْزمهم اللهُ، فَيَسُوقُونَهُم كالغَنَم حتَّى ينتَهُوا بهم إلى مُلُوكهم، و [يَخرّ] (b) مُلُوكهم من الرُّعْب لوجوههم، وتُنْتزع أتْوجَتهم عن رُؤوسهم، فيَطَؤُونَهُم بالخَيْل والأقْدام حتَّى يْقْتُلوهُم حتَّى تبلُغَ دِمَاؤُهُم ثُنَنَ الخَيْل فلا تُنَشّفه الأرْضُ، وكُلّ دَم يبلُغُ ثُنَنَ الخَيْل فهو مَلْحَمَة، وهو ذِبْحٌ، فذلك انْقِطاعُ مُلْكِ الرُّوم، ويَبْعَث اللهُ مَلَائكة إلى جزائرها تُخبرهم بقَتْلِ الرُّوم.

وقال: حَدَّثنا نُعَيْم (١)، قال: حَدَّثَنا أبو المُغِيرَة، عن صَفْوَان، قال: حدَّثَنا بَعْضُ مَشَايخِنَا، قال: جَاءَنا رَجُلٌ وأنا نازل عند خَتَنٍ لي بعِرْقَة (c)، فقال: هل من مَنْزلٍ اللَّيْلة؟ فأنزلوهُ، فإذا رَجُلٌ خَلِيق للخَيْر كأنَّهُ حين يُنْظر إليه مُلْتَمِسٌ العِلْم، فقال: هل لكم علْمٌ بسُوْسِيَةَ (٢)؟ قالوا: نَعم، قال: وأين هي؟ قُلْنا: خَرِبَة نحو البَحْر، فقال: هل فيها عَيْنٌ يُهْبطُ إليها بدَرجٍ وماء بارد عَذب؟ قالوا: نَعم، فقال: هل إلى جانبها حِصْن خَرِبٌ؟ قلنا: نعم، قال: قلنا: مَنْ أنتَ يا عَبْد اللهِ؟ قال: أنا رَجُل من أَشْجَع، قالوا: ما بالُ ما ذَكَرْتَ؟ قال: تُقبل سُفُنُ الرُّوم في البَحْر حتَّى يَنْزلُوا قريبًا من تلك العَيْن، فيُحرِّقونَ سُفُنَهم، فيَبْعَث إليهم أهْل حِمْصَ (d) وأهل دِمَشْقَ، فيمكثون ثلاثًا يَدعُونَهم الرُّوم على أنْ يُخَلُّوا لهمُ البَلَد، فيَأبَون عليهم، فيُقاتلهم


(a) كتاب الفتن: بوتد.
(b) إضافة من كتاب الفتن.
(c) مهملة في الأصل، وفي "ك": يعرفه، والمثبت من كتاب الفتن ٤٥٤، وذكر ياقوت موضعين بهذا الاسم؛ أحدهما بكسر العين: بلدة شرقي طرابلس، وآخر بفتحها: موضع ببلاد الروم له ذكر في حروب سيف الدولة الحمداني، (معجم البلدان ٤: ١٠٩ - ١١٠) وقَدَّرنا أن الأول هو المُراد.
(d) قوله "وأهل حمص" لم يرد في كتاب الفتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>